أتيليه جدة يستضيف معرض صدي الألوان للفنان حسين دقاش

جدة – ماهر عبدالوهاب
يستضيف أتيليه جدة للفنون التشكيلية المعرض الشخصي الخامس للفنان السعودي حسين دقاش يوم غد الأحد الموافق (2) نوفمبر … ومن جانبه أوضح الفنان التشكيلي الكبير هشام قنديل مدير أتيليه جدة أن المعرض سيستمر لمدة (10) أيام ويتبعه مباشرة سلسلة من المعارض الشخصية والجماعية أقربها معرض الفنان عبدالرحمن المغربي حيث سبق للفنان إقامة أربعة معارض شخصية في جدة والرياض ,كما شارك في العديد من المعارض الجماعية داخل المملكة وخارجها ونال من خلالها جوائز مهمة. و عن تجربته يقول الفنان حسين دقاش صدى الألوان .
عندما تتدفق الألوان بتردداتها المختلفة تثير ذلك الإحساس البصري لدى المتلقي وتحرك ما يكمن داخله من مشاعر حيث تمنح الحياة البهجة وتمنح النفس السعادة وتمنح الجسد الشفاء .
وللألوان قيمة جمالية وتعبيرية تتوقف على الإدراك الحسي المباشر وتأملها كقيمة معنوية وتعبيرية معتمداً على الخبرات الجمالية لدى المتلقي .
للون كيانان جلي وخفي والجلي ما تدكه الأبصار والخفي ما تدركه البصائر ، وفي الحفي ماهو أروع من الجلي .
يقول إدغار كايسي ( تفضيل شخص للون دون أخر يعكس اللون الطاغي على هالته مما يشرح انجذابه التلقائي في تلك اللحظة ).
إن محاولة إدراك تلك السمات الجمالية في العمل الفني من قبل المتلقي يثير عواطفه ومنها الدهشة والمفاجأة والسرور أو غير ذلك .
وهو الغرض الذي يقوم به اللون وهو الغرض الانفعالي أو العاطفي لتحريك المشاعر والغرض الرمزي لتوظيف الدلالة التعبيرية للون لإيصال الفكرة .
على الفنان مراعاة استخدام الألوان بطريقة صحيحة لتحقيق تلك القيم الجمالية والفنية والتعبيرية في العمل الفني .
وفي هذا المعرض قدمت مجموعة من الأعمال الفنية لإظهار تلك القيم الجمالية والتعبيرية باستخدام ألوان متعددة آمل أن تحقق الهدف من ذلك الصدى اللوني ونرى الرجع على المتلقي .
ويري الفنان والناقد المصري الكبير د سعيد العبد تكمن عبقرية مبدعنا في قدرته الفائقة على تجسيد (الطاقة الكامنة والساكنة في اللون من خلال الإختزال والتلخيص والإيجاز للتعبير عن الفضاءات #الزمكانية الساحرة للمناخ والطبيعة الخلابة التي نشأ فيها) …
ويتضح ذلك جلياً من خلال روائعه وإبداعاته المعروضة بالمنشور، حيث نلمس في أعماله تجسيد عنصرى( #الزمان و #المكان )من خلال ( #اللون ) …
_ فلطبيعة المملكة العربية السعودية الجغرافية عاملاً رئيسياً في تشكيل فكر ومخيلة الفنان، فبعيداً عن ضجيج الحياة وضوضائها نري بل ونلمس ونتذوق بأعيننا جمال الإمتداد الأفقي الشاسع للأرض، والفضاءات السماوية الساحرة، ما كان له الوقع والأثر الطيب والدور الفاعل والبالغ الأهمية في تشكيل فكر ومخيلة وعمق رؤية فناننا ومبدعنا والذي نحن بصدد الحديث عنه وعن عبقريته في روائعه وإبداعاته التشكيلية …
ومن هنا يكمن موضع الجمال وسيكون مفتاحي للإبحار في جوف وعمق إبداعاته لفك طلاسمه ومغاليقه وعوالمه الإبداعية والتجريدية الساحرة … وتقول الناقدة السعودية الدكتورة فوزية الصاعدي
تبقى الطبيعة المساحة المفضلة للفنان والفضاء الثقافي المفتوح في ذاكرة مليئة بالحكايات بلحظاتها المتجددة بالتغير الزمني؛ لتشكل مرجعا مهما لإبداعات الفنان حسين دقاس، فتخرج بصيغتها الجديدة والمختصرة في فسحة للاستمتاع بأجواء لونية متدفقة تثير الانتباه، وتستدعي التأمل نرى فيه الطبيعة مشحونة بالخيال بامتدادات لونية داكنة وفاتحة في تجاذب سحري وتحاور جميل بين توهج اللون ونقيضه المعتم، يبث فيه الطمأنينة والراحة ليقتنص لحظة سماها بـ(مجرد ظل)، يقدم فيه معرضه الشخصي الثالث المقام مؤخرا في داما آرت بجدة بتجربة فنية وتقنية عالية يعكس فيها صدى الذكريات في خطاب جمالي مميز.. تشريحات مجهرية: تتميز لوحاته بالحضور الشكلي للطبيعة كسمة غالبة والحضور التعبيري للإنسان، فتتحول الطبيعة في لوحاته إلى مساحة من الحلم والخيال بمعالجات لونية متنوعة أتت في بعضها كنتوءات منتظمة أشبه ما تكون ببراعم مرتبطة بنسيجه الشكلي تستعد للنمو والحياة أو تظهر كأنسجة أو خلايا نباتية تحت المجهر مشغولة بتضاريس توزعت بحسابات دقيقة كأنه يتيح لنا سبر أغوار الطبيعة والنفاذ إلى باطن دراسات جمالية لتشريحات مجهرية، فتخرج عن إطارها التقليدي وتتداخل مع بعضها لتصل لحد الانصهار لتعيش حضورا جديدا تحكي ذكريات مستعادة، يرى تولستوي أن: (الفن نظرة مختلفة حين يستبعد القيم الصورية ويتمسك بقوة الفن على نقل المشاعر). كون الظل مرتبط بالزمن ويشترط وجود الضوء يرصد الفنان الزمن وتأثيره على الطبيعة التي تنمو وتتبدل بالمرور السريع للزمن بتبادل لوني مقصود بين العتمة والضوء ليمتد (الظل) كلحظات جمالية وجزء من ساعتنا وجزء من حياتنا اليومية، فالظل عند دقاس امتداد زمني لملامح لا تختفي جمالياتها مهما تغير الزمن



