أسبوع فن الرياض 2025: احتفاء عالمي بالإبداع والتنوع الفني

الرياض – نسرين موسى اليحيى
شهدت العاصمة السعودية، الرياض، انطلاقة مبهرة لأسبوع فن الرياض 2025، الحدث الفني الأبرز في المنطقة، والذي أصبح تقليدًا سنويًا يحتفي بالإبداع الفني ويعكس التحول الثقافي الذي تشهده المملكة ضمن رؤية 2030. تميّز هذا الأسبوع بمشاركة أكثر من 10 معارض فنية، قدّم فيها فنانون سعوديون وعرب وأجانب لوحاتهم وأعمالهم وسط حضور جماهيري لافت ومشاركة واسعة من النقاد والمهتمين بالشأن الفني.
فنانون سعوديون يروون قصصهم بالألوان
برزت المشاركة السعودية بقوة من خلال أعمال فنانين محليين جسّدوا في لوحاتهم الهوية الثقافية للمملكة، وتناولوا مواضيع تتراوح بين التراث والحداثة، والتحولات الاجتماعية، والروحانية، والبيئة. بعضهم قدّم أعمالاً معاصرة ذات رموز فلسفية عميقة، بينما فضّل آخرون استخدام تقنيات تقليدية برؤية جديدة، ما أضفى على المعارض طابعًا متنوعًا يعكس ثراء الساحة الفنية السعودية.
حضور عربي يربط الماضي بالحاضر
كما تميز الأسبوع بحضور لافت لفنانين عرب من مختلف الدول، مثل مصر، لبنان، تونس، وفلسطين، الذين حملوا في أعمالهم بصمات أوطانهم، وعبّروا عن قضايا إنسانية واجتماعية وسياسية، بلغة فنية مدهشة تخاطب الوجدان والعقل. وقد أضاف هذا البُعد العربي طيفًا من التفاعل العابر للحدود الثقافية، ليشكّل جسراً من التفاهم البصري بين الثقافات الشقيقة.
الفن العالمي في قلب الرياض
من جهة أخرى، أضاء الفنانون الأجانب سماء الرياض بأعمال تمزج بين التجريب والتقنيات الرقمية والوسائط المتعددة، حيث شارك فنانون من أوروبا وآسيا وأميركا، واستعرضوا رؤى جديدة حول الفن المعاصر، والهويات العابرة للثقافات، وقضايا التكنولوجيا والبيئة. ولاقت هذه المعارض تفاعلاً كبيرًا من الجمهور السعودي، الذي أبدى اهتمامًا متزايدًا بالفن العالمي واتجاهاته الحديثة.
وشهد اسبوع فن الرياض تغطية خاصة من قبل الاعلامية نسرين موسى اليحيى
ندوات وورش عمل تثري الحضور
لم يقتصر الحدث على المعارض فقط، بل شمل أيضًا ندوات فكرية وحوارات فنية وورش عمل مفتوحة للجمهور، قدّمها فنانون وخبراء دوليون، ناقشوا خلالها مستقبل الفن في المنطقة، وعلاقة الفن بالتحولات الاجتماعية، ودور الفنان في التأثير الثقافي.
أسبوع فن الرياض 2025 لم يكن مجرد احتفال بالفن، بل كان منصّة حقيقية للحوار بين الثقافات، ولتقديم الرياض كعاصمة فنية إقليمية تستقطب المواهب من مختلف أنحاء العالم. وقد أكد هذا الحدث على المكانة المتنامية للمملكة في المشهد الفني العالمي، وفتح آفاقاً جديدة للفنانين والجمهور على حد سواء.