ألواح الشَّعشَعَة – من لُغة الجِنّ
من ظلال الغيب خرج الحرف، يُضيء ولا يُرى، يهمس بلُغةٍ لا تُسمع إلّا في قلب السكون. تلك هي ألواح الشَّعشَعَة... نَفَسُ الجِنّ حين يكتبُ النور بالعتمة

بقلم:عبدالعزيز عطيه
في سِطرِ الغُبارِ المَخفيِّ،
تَتَراقَصُ الحُروفُ كَأرواحٍ مَحبوسةٍ في الحِبرِ،
تَهْمِسُ:
“شَعْرَا نَفْرَا… هِسْقَا… نُورَشْعَا…”
صَدى لا يُترجَمُ، بَل يُحِرِّكُ السَّمْعَ مِن الدَّاخِل.
تُفْتَحُ الظِّلالُ على مِصراعَيْن،
وتَخرُجُ منها أبجديّةٌ من نَارٍ مَبتَلَّة،
تَكْتُبُ على الهواء:
“إشْعا… إشْعااااا…”
فتَتَشَظَّى اللَّيلُ إلى ألفِ نُقطةٍ مِن سِرٍّ واحِد.
تَهْتَزُّ الأحجارُ حينَ يَنطِقُ الجِدارُ بالحَرف،
وتَسْجُدُ المَعاني عندَ أقدامِ الغُموض،
كأنَّ العَدَمَ يُعلِّمُنا كيفَ نَسمَعُ الصَّمت.
يا قَارئَ اللَّوحِ،
لا تَبحَث عن مَعنى…
فالمَعنى هُنا يَلتَهِمُ نَفسَه.