أيها القلب تهيَّأ

بقلم الكاتبة وداد بخيت الجهني
بالأمس ودعنا خير ليالي الدنيا، واليوم نستقبل خير أيام الدنيا، بدأت تهب علينا نسائم أيام جميلة في تفاصيلها خيرات، وبشائر، وفي أوقاتها روحانية عظيمة تُشفي القلوب، وتُجبر النفوس على الرجوع، والعيون على الدموع، تذوب في حضنها الهموم، وتُمحى الندوب، وتزول الغموم، أنها أيام العشر

وهي الأيام الأوائل من شهر ذي الحجة ، الأيام الأقرب، والأحب إلى الله، حيث تحظى بأعلى درجات الثواب، والأجر عند الله، يقوم المسلمون خلال هذه الأيام العظيمة بالصيام، والاستغفار، والذكر، والتكبير،و يتوافق فيها الحج، الركن الخامس من أركان الإسلام الخمسة، وشعيرة من شعائر الله العظيمة،والنداء الذي تتجسد فيه الوحدة الإسلامية بأسمى صورهاو يكفر الله به الذنوب مهما تعاظمت ، ويتفضل على صاحبه بحياة جديدة نقية من المعاصي فيعود كيوم ولدته أمه، كما يأتي من ضمنها يوم عرفة وهو اليوم التاسع الذي يعد أفضل أيام السنة، حيث أكمل الله فيه الدين وأتم النعمه، يكفر صيامه سنتين من الذنوب، ويقف فيه الحجاج على جبل عرفات، ويُعدّ ركناً من أهم أركان الحج؛ فلا يصح الحج إلا به، فمن فاته الوقوف بعرفة فقد فاته تأدية الحج بأكمله، ويحرص المسلمون الغير قادرين على تأدية فريضة الحج على صيامه لما فيه من فضل، وخير، وبركة، وإجابة للدعاء، ويكون في نهايتها يوم عيد الأضحى والذي يُسمى (يوم النحر) لكثرة مايُنحر فيه من الأضاحي تقرباً لله.
أيام أقسم الله بها في كتابه العزيز بقوله( والفجر وليالٍ عشر) سورة الفجر.

وعن ابن عمر رضي آلله عنهما قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مامن أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير، والتحميد،) (رواه الطبراني في المعجم الكبير)
أيام مُباركة تُشعل في قلوبنا شموع الخير، وتُغدق على أرواحنا بالرحمات، نفحات من السماء مليئة بالتعويضات الربانية؛ التي تُرجع الروح إلى منبعها الأول الطيب النقي من الذنوب، وتهبنا الدروع التي نحتمي بها من فتنة الدنيا، ومشاغلها. ميداناً للمنافسة في الخيرات،وموسماً عظيماً للتجارة الرابحة مع الله.

ومن رحمة الله، ولطفه بنّا أن جعل لنا أزمنة محدودة، ومواسم معدودة، حتى نبقى على صلة دائمة به، تتنوع فيها العبادات، والشعائر،ونتسابق فيها على الباقيات الصالحات، وفعل الخيرات، لتقوينا،وتُعلي همتنا، وترمم ما تهدمه الحياة فينا؛ ومحطات لتزودنا بالأيمان، والتقوى، والعمل الصالح لنكون في نشاط دائم، لذلك علينا أن نُحسن استقبالها، واِنتهاز فرصها، والمبادرة الجادة فيها بالطاعات ، وأن نبدأ فيها حياةً جديدةً، ونفتح صفحةً ناصعةً مليئة بالخير وصالح العمل، متعاهدين و ثابتين على الطاعة، والتوبة إلى الممات امتثالاً لقوله تعالى(واعبد ربَّك حتَّى يأتيكَ اليقين)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى