استغلال المريض النفسي… جرح فوق جراحه

بقلم: لمياء المرشد
في الوقت الذي تتقدم فيه المجتمعات نحو الوعي بالصحة النفسية وأهميتها، ما زلنا نشهد ممارسات مؤلمة تتمثل في استغلال بعض الأفراد لمرضى نفسيين، متجاهلين معاناتهم، ومتخذين من ضعفهم النفسي بوابة لتحقيق مصالحهم.
المريض النفسي ليس لعبة في يد أحد، بل إنسان يمر بظروف استثنائية تحتاج إلى الرحمة والفهم والدعم. وبدلًا من أن تُمد له يد العون، نجد من يمد يده ليستغل حالته، سواء ماديًا أو عاطفيًا أو اجتماعيًا.
إن أبسط حقوق هؤلاء هو التوجيه إلى المختصين النفسيين، وتوفير بيئة آمنة تساعدهم على التعافي. فالصحة النفسية ليست رفاهية، بل هي أساس حياة كريمة وسليمة، وإهمالها أو استغلال أصحابها جريمة أخلاقية قبل أن تكون قانونية.
المطلوب اليوم أن نغيّر ثقافة التعامل مع المريض النفسي: نسمع له، نحتويه، نرشده، ونقف في صفه، بدلًا من أن نكون عبئًا جديدًا يضاف إلى أعبائه. فكل كلمة رحيمة، وكل موقف داعم، قد يكون نقطة تحول في حياته.
وفي النهاية، تذكر أن المرض النفسي قد يصيب أي إنسان، وربما تجد نفسك غدًا في المكان الذي يقف فيه من تستغله اليوم. فكن إنسانًا، ودع الرحمة تقودك بدل المصلحة