اللاونجات… انتشار واسع وعقول فارغة..من الترفيه إلى الاستغلال

بقلم:عبدالعزيز عطيه العنزي
في الرياض، باتت اللاونجات حديث الساعة. كل شارع تقريبًا يحمل اسماً جديدًا لمقهى أو صالة اجتماعات شبابية تحت مسمى “لاونج”. الفكرة في الأصل ليست سيئة؛ مساحة للجلوس، قهوة ومشروبات، أجواء عصرية. لكن ما يحدث اليوم يطرح سؤالاً كبيراً: هل نحن أمام مشروع اقتصادي جاد، أم مجرد موجة مؤقتة مبنية على أساليب سطحية وجوفاء؟
الكثير من هذه اللاونجات لا يقدّم جديدًا في نوعية المشروبات أو مستوى الخدمة، بل يلجأ إلى طرق جذب لا تتسق مع قيم المجتمع. دخول مجاني للنساء بهدف إغراء الشباب، أسعار رمزية لفئة معيّنة مقابل أسعار مبالغ فيها لفئة أخرى، استغلال الزي التقليدي السعودي بطريقة تجارية مبتذلة، وحتى تجاوزات في طريقة اللبس داخل المكان. كلها أساليب لا تصنع نجاحًا حقيقيًا ولا تحافظ على هوية
العبث بالهوية… والعنصرية المقيتة
الأسوأ أن بعض هذه الممارسات وصلت إلى حدود العبث بالهوية السعودية نفسها، سواء من خلال صورة المرأة أو عبر استغلال رموز اللباس الوطني. بل وتحوّل بعضها إلى بيئة تغذي العنصرية القبلية والمناطقية، وهو أمر مرفوض تمامًا في وطن يسعى لتعزيز الوحدة والتعايش.
هذه الظاهرة، بكل تجاوزاتها، تؤكد أن وجود رقابة صارمة ومتابعة مستمرة على هذه اللاونجات أمر لا بد منه. فمن غير المنطقي أن تُترك أماكن عامة مفتوحة للشباب دون ضوابط واضحة، أو أن تتحول لممارسات تخالف القيم والهوية الوطنية. المراقبة . هنا ليست تضييقًا، بل حماية للمجتمع، وضمان أن يظل أي نشاط تجاري في إطار احترام القانون والقيم.
الختام
اللاونجات يمكن أن تكون إضافة جميلة إذا ركزت على الإبداع في الخدمة والجودة والجو العام، لكن حين تُبنى على أفكار فارغة وتجاوزات قيمية، فهي لا تقدم إلا صورة مشوّهة عن جيل يبحث عن “الترند” بدل القيمة. المطلوب من أصحاب هذه المشاريع أن يعوا أنهم لا يديرون مجرد مقهى، بل يتركون أثرًا في المجتمع، والأثر إمّا أن يكون بناءً… أو مدمراً.