الإحسان في الحكم وقوة الأمة بالوفاء لله ولولاة أمرها

 

الدكتور :رشيد بن عبدالعزيز الحمد

– قيم ديننا الحنيف تُرسّخ مبدأ الإحسان في كل تصرف وفي كل موقف، وهو الطريق إلى السعادة برعاية الله ولطفه وفضله، كما قال سبحانه: «إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون» [النحل:128]. والإحسان في الحكم يعني رحمة الحاكم برعيته وعدله بينهم، ليكون للأصغر أبًا، وللكبير ابنًا، وللمثل أخًا، كما أرشد الله: «واخفض جناحك للمؤمنين» [الشعراء:215].

الإحسان يحقق الانسجام الاجتماعي، ويقرب القلوب، ويزيل الغل والحسد، ويضمن استقرار المجتمع وأمنه. فالراعي العادل، الذي يراعي مصالح رعيته ويقف بجانبهم في كل ما يثقل عليهم، هو من يرسخ الثقة ويقوي الوحدة، ويجعل الأمة في موقع قوة أمام كل التحديات.

ومن نعم الله على بلادنا، أن وفق الشعب لولاية العهد، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز — حفظه الله —، الذي عُرف بحزمه ورؤيته الحكيمة، وبسعيه المستمر لخدمة وطنه ومواطنيه. ودور الشعب هنا محوري، فالشكر لله على نعمة الأمن والاستقرار، والدعاء لولاة أمرهم بالخير والنجاح، هو ما يُكسب الأمة ثباتًا واطمئنانًا داخليًا، ويُبعد عنها الفتن والشقاق، ويضمن استمرار مسيرة البناء والتقدم.

فالقلوب التي تصفّوها بالمحبة للوطن ولولاة أمره، تكون قوة لا يمكن لأي عدو أن يضعفها، ويستمر فيها الاستقرار والأمن، مما يتيح التنمية والنمو الاقتصادي والاجتماعي، ويُبعد الفوضى والاضطراب. والأمة الواعية، التي تشكر الله على نعمه وتدعو لولاة أمرها، هي أمة صلبة، متماسكة، قوية في وجه كل التحديات الداخلية والخارجية.

فلنرفع الدعاء لولاة أمرنا، ولنشكر الله على نعمة الأمن والأمان، ولنعمل جميعًا على تعزيز الوحدة والوفاء لله وللوطن، فإنها أساس قوة الأمة، واستقرار مجتمعها، واستمرار رخاء شعبها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى