الحج: أنموذج إداري متكامل في خدمة الإنسان

بقلم : أحمد صالح العتيبي
يُعد موسم الحج من أعظم التحديات الإدارية واللوجستية في العالم، حيث يجتمع ملايين البشر من مختلف الجنسيات والثقافات واللغات في زمن ومكان (مُحدد) لأداء مناسك عظيمة بروحانية عالية ونظام دقيق.
ومن هذا المنطلق، أثبتت المملكة العربية السعودية ـ بفضل الله ثم بحكمة قيادتها ـ أن إدارة الحج ليست مجرد مسؤولية تشغيلية، بل رسالة حضارية ومهنية تُدار بأعلى درجات الكفاءة والتكامل المؤسسي.
لذا نُشاهد خلال الموسم تكامُل جهود الجهات بمختلف القطاعات الحكومية والأمنية والصحية والخدمية في نموذج فريد من الحوكمة والتنسيق، حيث:
• يُوظَّف العلم والتقنية في التخطيط والتشغيل.
• تُدار الحشود بمفاهيم احترافية قائمة على إدارة الأزمات والمخاطر.
• تُفعَّل الموارد البشرية الوطنية بأقصى طاقاتها، بروح الولاء والانضباط.
• تُقدَّم الخدمات بمنهجية تضع كرامة الإنسان أولاً.
وأن ما يُميز إدارة الحج ليس النجاح في التنظيم و حسب، بل القدرة على التطوير المستمر، واستباق التحديات، وتحقيق تجربة آمنة وميسرة وملهمة لضيوف الرحمن.
وهكذا يتحول الحج في كل عام إلى مدرسة إدارية عالمية تُدرَّس في التخطيط، والتنفيذ، وخدمة الإنسان، بما يعكس مكانة المملكة وريادتها.