الدراسة عن بعد بين الواقع والمأمول

✍️ بقلم : عبدالله الحكمي
تقدمت المملكة بخطى واثقة وواضحة في مجال التعاملات الإلكترونية حتى انها تقدمت كثيرا على دول عظمى، بل وأصبحت مصدرا ملهما في هذا المجال حتى إن بعض الدول تأخذ بخبرات المملكة،
وتسعى رؤية المملكة 2030 إلى تطوير كافة جوانب الحياة ومن بينها بالطبع العملية التعليمية كونها ركيزة أساسية في تطوير مهارات الموارد البشرية وخلق كوادر قادرة على حمل راية الوطن ، لذلك كان التعليم عن بعد أحد أهم العوامل التي استغلتها وزارة التعليم بالمملكة لتطوير المنظومة التعليمية في البلاد على مدار الأعوام السابقة.
ومعلوم أن رؤية المملكة 2030، تهدف إلى تعزيز استخدام التكنولوجيا في تطوير نظام التعليم العام بمختلف مراحله، حيث وضعت وزارة التعليم خطة محكمة نحو تطوير عملية التعليم الرقمي في المؤسسات التعليمية السعودية.
والتعليم عن بعد يعد قفزة كبيرة نحو التقدم الى مجالات ارحب، وأوسع في التعليم .
والمملكة رائدة في هذا المجال وأفضل بكثير من غيرها ، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» أكدت أن تجربة التعليم عن بعد في السعودية واحدة من التجارب العالمية الملهمة في هذا الشأن .
ولازلنا كمواطنين وطلاب وأولياء أمور نأمل أن لا يخفت نجم الدراسة عن بعد لأي سبب ،
فرغم السلبية من بعض أولياء الأمور “وهم قلة” إلا أننا نتطلع إلى أن تبقى مكانة الدراسة عن بعد كما هي وبنفس أهمية الحضور .
ما دعاني لكتابة هذا المقال هو ما حصل هذا اليوم الثلاثاء الموافق 15 أبريل 2025، فقد تقرر أن تكون الدراسة عن بعد في هذا اليوم في كافة مدارس المنطقة الشرقية بسبب الأحوال الجوية المتقلبة ، وهذا أمر جيد ومطلوب لاشك .
ولكن الذي حصل كان أمرا يدعو للاستغراب ويدعو إلى أن نتسائل!! ، حيث كان الحضور قليل جدا وشبه معدوم في بعض المدارس ( أقصد عن بعد ) حيث حضر من بعض الفصول التي فيها عشرات الطلاب واحد أو اثنين وعدد قليل هناك من الطالبات … 7 أو 8 طالبات من عشرات، (أتحدث عن بعض المدارس)
السؤال : لماذا هذا الإهمال من أولياء الأمور؟
نتمنى أن يتم دراسة ذلك فقد أصبح من المألوف قلة الحضور خلال الدراسة عن بعد !.
أتمنى أن يتم دراسة هذا العزوف ، لنجد إجابة على عدم الاهتمام بحضور الطلاب والطالبات؟
هل ذلك لعدم الثقة أو لقلة الوعي والفهم بأهمية الدراسة عن ؟
لابد أن يفهم الجميع أن الدراسة عن بعد لا تقل أهمية عن الحضور في الفصل.
نحن نعلم أهمية الدراسة عن بعد ونعلم أن مردودها وفوائدها للتعليم ” وزارة ومعلمين وطلاب وعملية تعليمية ” فوائد لا تعد ولا تحصى، ولكن مع الأسف هناك من يقلل من هذه الفوائد بسبب عدم حرصهم على أن يتواجد أبنائهم خلال الدراسة عن بعد كالحضور للمدرسة تماما ، أو أكثر ،
فالدراسة عن بعد لا يجب ان يغيب عنها أي طالب الجميع مطلوب منهم الحضور فلا شئ يمنع التواجد الحصة عن بعد مرضى وأصحاء فهي ميسرة في المنزل أو اي مكان تتواجد فيه مما يسهل من العملية الحضورية وعدم الغياب ..
وما حصل اليوم امر غريب ولا يجب أن يتكرر فأولياء الأمور مسؤولين أمام الله ثم أمام أنفسهم وامام المدارس،
وأتمنى ان تكون العقوبات على من لم يحضر قوية ورادعة ،
لا يجب أن نتساهل في هذا الأمر فالدراسة عن بعد لا تقل أهمية باي حال من الأحوال عن الدراسة الحضورية ،
كما أن الدراسة عن بعد مطلب الكثير و لكل من يقدر العملية التعليمية ، لكل من يفخر بوطنه الذي تفوق على دول عديدة في مجال التعليم الإلكتروني، حتى أصبحنا مضرب مثل وقدوة في هذا المجال ،
نغم الدراسة عن بعد مطلب لنا في كل الأوقات بما فيها التقلبات الجوية وفي رمضان وفي أي ظرف يمر بنا …
فلماذا بعض أولياء الأمور يتجاهلون أهمية هذا الأمر ؟، وكيف يرضون لأبنائهم وبناتهم الغياب عن التعلم ؟.
هل هناك عدم وعي عند البعض ولذلك يظنون أنه مادامت دراسة عن بعد فلا يهم الحضور ؟
هل تجاهل المدارس لتكرار التعليم عن بعد إلا في أضيق الحدود كان سببا في عدم فهم الدراسة عن بعد ؟، هل ترسخ في أذهان البعض عدم الثقة ؟.
ثم هل لدى وزارة التعليم خطة توعوية لنشر الفهم والوعي لدى أبناء الوطن بأهمية العملية التعليمية عن بعد ؟،
وهل سيتم تكرار الدراسة عن بعد لسبب وبدونه لزيادة الموثوقية لدى الناس إن وجد أن لديهم تردد وعدم ثقة ؟
هل لدى الوزارة ومدارسها خطط لنشر الوعي والتوجيه في هذا الشأن ،
لاشك أن كل منصف يشيد بوزارة التعليم على تميزهم من خلال الدراسة عن بعد ومن خلال منصة مدرستي وغيرها من البرامج التعليمية المميزة ونتمنى منهم تفعيل الدراسة عن بعد بشكل مستمر ، ونتمنى أن يكون هناك وعي اكثر لدى الطالب وولي الأمر لاهمية الدراسة عن بعد فهي حتمية في القادم .