الزوجة الصالحة.. نعمة لا تُقدَّر بثمن

بقلم: د. عثمان بن عبدالعزيز آل عثمان
زحمة الحياة الزوجية وتقلباتها قد تُنسي البعض تقدير النِّعَم الخفيّة التي تُظلّهم كل يوم، ومن أعظمها: الزوجة الصالحة.
ليست مجرد شريكة حياة، بل سكينة تسكن القلب، ودعاء مُخبّأ في الغيب، ونور يُضيء الدرب الطويل.
الزوجة الصالحة لا تُقاس بجمال المظهر، ولا بتزيُّن الأحاديث، بل بقلبها الذي يرضى، ولسانها الذي يَذكر، وعقلها الذي يُدبّر بحكمة.
هي التي إن نظرتَ إليها سَرَّتك، وإن غبتَ عنها حفظتك، وإن أمرتَها أطاعتك في طاعة الله تعالى، وإن ضاقت بك الدنيا وسَّعتك بصدرها وطيب معشرها وكلماتها اللينة.
هي من تجعل من بيتها جنة، لا لأن أثاثه فخم، بل لأن روحها فيه حيّة.
تُصلّي معك، وتدعو لك، وتُربّي أبناءها على الدين، وتُسدل على بيتها ستر الحياء، وتحفظ نفسها وزوجها في السرّ والعلن.
وقد وصفها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:
“الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة.”
الزوجة الصالحة لا تبحث عن الكمال في زوجها، بل تزرع الرضا، وتستر العيب، وتُعين على تجاوز الابتلاء، وتصنع من كل ألمٍ فرصةَ قُربٍ إلى الله رب العالمين.
وما أروعها حين تكون أمًّا تُنشئ جيلًا صالحًا، وتغرس القيم كما يغرس الزرّاع بذور الخير.
إنها رزق لا يُثمَّن، ومن كانت في بيته فليحمدِ اللهَ تعالى كثيرًا،وليحفظ لها مكانتها، ويُكرمها، ويُعينها،
فهي وصيّة نبوية، وبابٌ من أبواب الجنة.