الهروب نحو الانتحار

كتبه / خالد بن محمد الفريجي كاتب سعودي
مستشار اسري ومدرب معتمد
اتصل بي في ذات ليلة وصوته مختنق بكأبة الموقف وصدمة الواقع ودموعه اجتازت المسافات فابنه قد حاول نحر أخواته وهن نائمات باطمئنان على أسرتهن …حدثني بحرقة قائلا ماذا أفعل ؟
اين أذهب به فعيادات علاج الإدمان لم تنفع معه …أيام ثم يخرج ..هربت به من مدينتي الى أبعد مكان لعلي أهرب به من تلك الكلاب الضالة التي نهشت جسده حتى أصبح أسيرا لتلك الآفة الخطيرة ..
ابتعدت به أكثر من 1200 كيلو متر لعلي أنقذه.
سذاجتي جعلتني أصدق أنني أستطيع أن أنقذه بذلك الابتعاد الذي كلفني كثيرا ، لكن الأقدار كانت له بالمرصاد
فمن يدخل هذا النفق لن يخرج منه بسهولة حتى لو أخرجته من المجموعة الشمسية إن لم تكن له إرادة ذاتية في التغيير.
كلها أيام وتعرف على رفاق أسوأ من قبلهم.
انتهت مكالمته بكل أسى فالحلول قليلة وصعبة
ذهبت الأيام والأعوام وابن ذلك الرجل يغرق أكثر وأكثر حتى انتهى به مسجونا بقضية سرقة سيارة ليقضي عقوبته في إحدى السجون ومالبث أن أنهى حياته بالانتحار بعدها بفترة.
أنهى حياته في لحظة ضعف وربما احتراما لوالديه وشفقة من مسلسل عذاب ينتظرهم بمجرد خروجه لأنه ربما قد وصل الى إرادة ميتة نزعت قدرته على مقاومة هذا المرض الذي ابتلع كل رغبة له في الحياة .
هذه قصة واحدة من قصص المخدرات المؤلمة.