بين حرية التعبير وسوء الفهم

معلا السلمي
عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح من السهل مشاركة الأفكار والآراء بضغطة زر. لكن مع هذه السهولة، يواجه الكثيرون تحديًا كبيرًا يتمثل في الخلط بين ما ينشره الشخص وبين قناعاته الحقيقية. فهل كل ما يُنشر على الحسابات الشخصية يعكس بالضرورة فكر أو توجه صاحبها؟
كثيرًا ما نجد أنفسنا نعيد نشر أو مشاركة محتوى يعجبنا، إما لأنه يحمل معلومة مهمة أو فكرة مثيرة للنقاش، دون أن يعني ذلك أننا نتبنى كل ما ورد فيه. لكن البعض قد يسيء الفهم، فيعتبر أن مجرد المشاركة تعني الموافقة المطلقة، مما قد يسبب جدلًا أو حتى هجومًا غير مبرر.
لا شك أن كل شخص مسؤول عن المحتوى الذي ينشره، لكن هذه المسؤولية لا تعني أن كل مشاركة تعكس رأيه بالكامل. فقد يكون الهدف من النشر هو إثارة نقاش، أو تسليط الضوء على وجهات نظر مختلفة، أو حتى توثيق حدث دون إبداء موقف منه.
لذلك، من المهم التمييز بين القناعة الشخصية وبين مجرد نشر المحتوى، وذلك من خلال عدة عوامل، مثل سياق النشر، وطبيعة الحساب، وإضافة تعليق يوضح موقف الناشر عند الحاجة.
في النهاية، من المهم أن ندرك أن ما يُنشر لا يمثل بالضرورة هوية أو فكر الشخص بالكامل. فالتواصل الاجتماعي مساحة للنقاش والتفاعل أكثر من كونه ساحة للاتهامات أو المصادرة. لذا، قبل أن نحكم على أحد بناءً على منشوراته، ربما يكون من الأفضل أن نسأله: “هل هذا يمثل قناعتك أم مجرد مشاركة؟”