بين حسن الأثر وسوء الأثر.. ازدواجية محيّرة

 

بقلم :لمياء المرشد

في زمنٍ تداخلت فيه القيم

وتزاحمت الشعارات، يلفت انتباهك مشهدٌ يتكرر: أشخاص يسيئون، يؤذون، ينثرون الحقد حيثما حلّوا، ثم لا يلبثون أن يحدثوك عن حسن الأثر، وحلاوة الخُلق، وطيب الذكر بعد الرحيل!

مشهد يبعث على الاستغراب، وربما الألم. كيف لإنسان لم يترك خلفه إلا المرارة أن يطالب الآخرين بترك أثر طيب؟ أين الاتساق بين القول والفعل؟ ومتى أصبحت الشعارات بديلاً عن السلوك الحقيقي؟

تنتشر بين الحين والآخر عبارات رنانة، مثل:

“سنمضي جميعًا وهذا القدر، ونغدو رفاتًا ويبقى الأثر! فكن أثرًا طيبًا كالمطر…”

وما أجمل الكلمات حين تخرج من قلب طيب وسيرة نقيّة، ولكنها تفقد معناها إذا ما نطق بها من لم يعمل بها، ولم يراعِ وقعها على من عرف أفعاله وخبر أثره الحقيقي.

إن الأثر الحسن لا يُطلب بعبارة، بل يُصنع بتصرف، ويُثبت بمواقف، ويُبنى على احترام، وعدل، وسلام.

فليس هناك من أثر أنقى من قلب لا يعرف الغل، ولسان لا يعرف السب، وروح تنشر الطمأنينة.

لذا، قبل أن نوصي الآخرين بحسن الختام وطيب الأثر، لنسأل أنفسنا بصدق:

ما الذي سنتركه حقًا؟

وماذا سيقول الناس عنا حين لا نكون؟

 

فالأثر لا يُقاس بما نقوله عن أنفسنا، بل بما يردّده الآخرون بعدنا…

اللهم اجعل خاتمتنا طيبة، وذكرنا جميلاً، وأثرنا نافعًا.

وقفة…….

الاتساق بين القول والفعل يعني أن تكون الأفعال مطابقة لما يُقال، أي أن من يتحدث عن القيم، يُجسّدها في سلوكه، ولا يناقض كلامه بأفعاله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com