حماية الأصول التقنية تبدأ من وعي الموظف

 

بقلم: المهندس محمد هاشم البدرشيني

في عصر التحول الرقمي، لم تعد الأجهزة التقنية مجرد أدواتٍ لإنجاز المهام، بل أصبحت أصولًا مؤسسية حساسة تحمل بياناتٍ ومعلوماتٍ تمثل قيمة استراتيجية للمنظمة.

ومن هنا تأتي أهمية تعزيز الوعي الأمني لحماية تلك الأصول من الوصول غير المصرّح به، أو الفقدان، أو السرقة، أو التخريب.

المنشور التوعوي الذي أصدره الديوان العام للمحاسبة حول إرشادات أمنية لحماية الأصول التقنية وأنظمة العمل عن بُعد يجسّد فلسفة الأمن الوقائي الحديثة التي تقوم على الوعي قبل التقنية، والسلوك المسؤول قبل النظام الذكي.

🔐 أولًا: النسخ الاحتياطية ضمان استمرار العمل

الاحتفاظ بنسخٍ احتياطية من البيانات الحساسة، خاصة تلك المتعلقة بأنظمة الديوان ومجلدات المشاركة الداخلية، يمثل خط الدفاع الأول ضد الخسارة الرقمية.

فالنسخ الاحتياطية ليست ترفًا تقنيًا، بل سياسة استدامة تشغيلية تحمي المؤسسة من التوقف المفاجئ نتيجة حذفٍ أو اختراقٍ أو عطلٍ غير متوقع.

🖥️ ثانيًا: تأمين الشاشة خطوة صغيرة بأثرٍ كبير

كم من حادثة اختراق بدأت بشاشةٍ مفتوحة على مكتبٍ خالٍ؟

تأمين الشاشة عند مغادرة الجهاز، ولو لدقائق، يُعد من أبسط الممارسات وأكثرها فعالية في منع الوصول غير المصرح به.

إنّ التقنية مهما بلغت من التطور، لن تستطيع أن تحمي جهازًا تركه صاحبه دون قفل.

📱 ثالثًا: تأمين الأجهزة المحمولة

مع ازدياد الاعتماد على الأجهزة الذكية في إنجاز الأعمال، أصبح من الضروري تحميل أنظمة إدارة الأجهزة المحمولة (MDM) المعتمدة داخل المؤسسة، فهي تتيح تتبع الجهاز، وتعطيله عن بُعد، ومسح البيانات الحساسة عند الضرورة.

الأمن السيبراني هنا لا يقتصر على “الحماية”، بل يشمل أيضًا التحكم الذكي بالأجهزة.

⚠️ رابعًا: مراقبة الأنشطة غير المعتادة

الوعي الأمني لا يعني الخوف المستمر، بل الانتباه الذكي.

مراقبة أي تغييرات غير مألوفة في النظام أو الأداء — كرسائل غير معتادة أو بطء مفاجئ أو برامج مجهولة المصدر — قد يكون مؤشرًا مبكرًا على محاولة اختراق أو تخريب داخلي.

💼 خامسًا: التعامل السريع مع الحالات الأمنية

في حال فقدان أو سرقة جهاز، يجب إبلاغ إدارة الأمن السيبراني فورًا لتعطيل الحساب ومسح البيانات عن بُعد.

التأخر في الإبلاغ يضاعف حجم الضرر، أما التصرف السريع فيحصر الخطر في نطاقه ويمنع انتشار العدوى الرقمية داخل الشبكة.

🚫 سادسًا: تجنب ترك الأجهزة دون رقابة

ترك الأجهزة في الأماكن العامة أو غير المؤمنة يعرضها لخطر السرقة أو العبث.

الالتزام بحفظ الجهاز في بيئة آمنة هو جزء من أخلاقيات الاستخدام الرقمي المسؤول، ولا يقل أهمية عن تركيب برامج الحماية نفسها.

🧠 الختام: التقنية تحميك إذا وعيتها

جميع هذه الإرشادات، رغم بساطتها، مثل ثقافة أمنية متكاملة تجعل من كل موظف “درع حماية رقمية” للمؤسسة.

فالأمن السيبراني لا يُصنع بالأنظمة فقط، بل بالعقول الواعية التي تعرف قيمتها ومسؤوليتها.

حين نُدرك أن “زر القفل” أهم من “نظام الجدار الناري”،

ندرك عندها أن الوعي هو الحصن الأول قبل التقنية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى