حنان الأب… سندُ العمر وعماد الحياة

بقلم: د. عثمان بن عبدالعزيز آل عثمان
إذا كان حنان الأم هو نبع الدفء والرحمة، فإن حنان الأب هو ظل الأمان وعماد الحياة. هو ذاك الحنان الممزوج بالقوة، والرحمة الممزوجة بالحزم، والسعي الدؤوب لتأمين راحة الأبناء وحمايتهم من تقلبات الأيام.
لقد قرن الله سبحانه وتعالى شكر الوالدين بشكره، فقال:
﴿وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا﴾ [الأحقاف: 15].
فالأب لا يقل منزلة عن الأم في وجوب البرّ، فهو الذي تعب وكدّ ليبني مستقبل أبنائه، وضحّى براحتِه ليحيا أولاده في طمأنينة وعزة.
وجاء في الحديث الشريف أن رجلاً قال للنبي ﷺ: «يا رسول الله، من أبرّ؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أبوك» [رواه مسلم].
فالأب موضع البرّ والإحسان بعد الأم، ومكانته عظيمة في ميزان الشرع والإنسانية.
حنان الأب قد لا يُعبَّر عنه بالكلمات دائمًا، لكنه يظهر في أفعاله: في عرق جبينه، في صمته وهو يخطط لمستقبل أولاده، في حرصه على أن يراهم أفضل منه حالًا وأرفع شأنًا.
قال الشاعر:
أبٌ إذا ما عدّ فضلك لم أجد فضلًا يضاهي حنانك الممدودا
وفي أمثال العرب: “أشدّ من الأب على ولده حرصًا”، دلالة على أن حنان الأب يُصاحبه حرص بالغ على مصلحة أبنائه.
إن حنان الأب هو مدرسة في المسؤولية، ومنه يتعلم الأبناء معنى التضحية والوفاء، وكيف يكون الإنسان عونًا لغيره.
✦ هذا المقال اجتهاد شخصي، نسأل الله رب العالمين أن ينال رضاكم، وإن كان هناك قصور فالكمال لله وحده سبحانه وتعالى، ونرحب بأي ملاحظات على البريد الإلكتروني: [email protected].