خالد الحبردي يطوي صفحة التعليم ويبقى اسمه في صفحات التقدير

بقلم: د. هادي الحبردي
بعد أعوام حافلة بالجد والاجتهاد، ترجّل الأستاذ خالد مطلق الحبردي عن ميدان التعليم، مودّعًا فصلًا من العطاء التربوي، ترك خلاله بصمة واضحة في ذاكرة طلابه وزملائه، محافظًا على سجل حافل بالتميّز والانضباط.
لم تبدأ رحلته كما أراد؛ فقد كان حلمه ارتداء المعطف الأبيض ودراسة الطب، لكن رغبة والده وجّهته إلى مجال التدريس، فالتحق بقسم الأحياء وتخرّج منه بتفوّق، رغم ما حملته المرحلة الجامعية آنذاك من صعوبات.
اختار العمل في المرحلة المتوسطة، وهي مرحلة تُعد من أكثر المراحل التعليمية صعوبة، وواجه تحدياتها بإصرار، إيمانًا بأهميتها في تشكيل وعي الطالب وتوجيهه.
ورغم الفرص الإدارية التي أتيحت له، آثر البقاء في الصف، متمسكًا برسالة التعليم، ومؤمنًا بأن أثر المعلم الحقيقي يُصنع داخل الصف. وخلال مسيرته، حصل على عدد من الجوائز والتكريمات، وأسهم في إعداد طلاب شاركوا في مسابقات علمية وتربوية، وحققوا فيها مراكز متقدمة.
وقد جاء قراره بالتقاعد المبكر مفعمًا بالوفاء والبر، إذ فضّل أن يكون إلى جوار والديه في ظل ظروفهما الصحية.
وهكذا، يطوي الأستاذ خالد الحبردي صفحة التعليم، لكنه يترك اسمه مفتوحًا في دفاتر الامتنان، والعطاء، والتميز، والبر.