خرابيش من قلب.

بقلم: أحمد خلف الشمري
منذ الصغر، ننظر إلى القمر وهو يكتمل، والمشاكل تحضر للشخص من باب “سمعت وقالوا”. سواء كان بالحديث عن الأخ أو الصديق أو الأخت، فهم يستمعون للغريب ويتحدثون عنه، ولكنهم لا يواجهون الطرفين بصدق وحسن نية.
لقد وثقتُ واحتواني الغريب في كل شيء، وليس القريب. عجز الأطباء عن رسم القلب الطيب وقالوا إن قلوب الناس سوداء، إلا من رحم ربي. يتهنى الفقير بمشاكله، ويقال عنه متكبر، ولكن في الحقيقة هو يسعى لإرضاء أهل بيته. في المقابل، يتحدون عليه بدافع الكِبر، وهو طيب ولكنه حَذِر.
أما الغني بكل صفاته، فيسعى لإرضاء الناس، ولكنه غير متفاعل مع أهل بيته، إلا من فهم الدنيا حق فهمها.
عند الصلح بين الإخوة، يتطلب الأمر أن يتدخل الغريب. يسمع الإخوة ويغضبون من بعضهم دون حيرة في الحياة.
الأم بين نارين: الحيرة والشقاء، لتضم أولادها، ولكن المشكلة أنهم يسعون إلى زرع الحفر بينهم.
توارت البيوت كأنها عششٌ بلا ريب، والإخوة بينهم دهرٌ ووعرٌ.
يقول الإمام الشافعي: “من يظن أنه يسلم من كلام الناس فهو مجنون! قالوا عن الله ثالث ثلاثة، وقالوا عن حبيبنا محمد ساحر ومجنون، فما ظنك بمن هو دونهما؟! فكلام الناس مثل الصخور، إما أن تحملها على ظهرك “فينكسر” أو تبني بها برجًا تحت أقدامك فتعلو وتنتصر”.