خلخال الوعي..بين الصوت “وصمت”

عبدالعزيز عطيه
خلخالُ قدميها لا يرنّ،
إنه يتفكّر.
كلُّ اهتزازٍ منه جملةٌ لم تُكتَب،
وكلُّ نغمةٍ شظيةُ وعيٍ
انكسرتْ بين لذّةٍ وارتباك.
تمشي،
فتتعثرُ الجهاتُ بظلّها،
ويفقدُ الرملُ ذاكرته.
يتراجعُ الضوءُ خطوةً إلى الوراء،
كأنه خائفٌ من أن يفهمها.
خلخالُها…
يُصلحُ ما أفسدهُ الصمت،
ويوقظُ في العدمِ رغبةَ الوجود.
كلُّ دائرةٍ منه فصلٌ من فلسفة،
تقولُ فيه الخطوةُ للعالم:
«أنا الصدى الذي يعلّمك الإصغاء».
عند رنينه،
تنهضُ الأسئلةُ من نومها الطويل،
تسألُ:
هل الزمنُ هو ما يدور؟
أم نحنُ الذين نلتفُّ حولهُ بحثاً عن بدايةٍ أخرى؟
خلخالُ الوعي…
مرآةٌ تدور حول كاحلِ الفكرة،
تعكسُ دهشةَ الطينِ حينَ شعرَ بالنبض،
تعكسُ عطشَ المعنى حينَ شربَ من وهمه.
وفي آخرِ النغمة،
حينَ يصمتُ الخلخالُ،
يبقى الهواءُ وحدهُ
يرقصُ في الحيرة،
كأنه يتذكّر ما لم يحدث بعد.