رؤيا ثاقبة..ومجد يتجدد!!

 

بقلم: عبدالرحمن المزيني

كاتب صحفي، مذيع تلفزيوني.

 

من قلب العالم الإسلامي، وفي أرضٍ طاهرةٍ اختارها الله لتكون مهد الرسالات ومهبط الوحي، تقف المملكة العربية السعودية اليوم شامخةً بهيبتها، معتزّةً بمكانتها، مزدهرةً بتحوّلاتها، وواثقةً بمستقبلها. إنها الأرض التي تحتضن الحرمين الشريفين، مكة المكرمة والمدينة المنورة، لتكون قبلة المسلمين الأولى، وملتقى الأرواح المؤمنة، ونبض العالم الروحي الذي لا يخبو.

منذ القدم، والسعودية تتجاوز حدود الجغرافيا إلى عمق الوجدان العالمي، فكل مسلم على وجه الأرض يحمل لهذه البلاد حبًا فطريًا وتقديرًا لا يُقاس. واليوم، ومع تعاظم أدوارها في مختلف الميادين، باتت المملكة قبلةً للقلوب والعقول، ومركزًا عالميًا للتأثير، يجمع بين الأصالة والحداثة، بين الثوابت والطموحات.

رؤية ثاقبة.. ومجد يتجدد :

لقد جاء ميلاد رؤية السعودية 2030 في 25 أبريل 2016، ليكون علامة فارقة في تاريخ الوطن والمواطن، بل في تاريخ العالم بأسره. رؤية لم تولد من فراغ، بل خرجت من رحم الطموح، واستندت إلى إرادة صلبة، ونظرة استراتيجية عميقة من صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، مهندس التحول، وقائد التغيير، وملهم الأجيال.

وفي ظل توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله –، استطاعت المملكة خلال أقل من عقد من الزمان أن تتحوّل من دولة تعتمد على النفط كمصدر وحيد، إلى نموذج عالمي في التنوع الاقتصادي، والتطور التقني، والاستدامة، والانفتاح على العالم بثقة واعتزاز.ولم تعد الرؤية حلمًا مستقبليًا، بل أصبحت واقعًا يوميًا نعيشه، وتفاصيل نشهدها، ونتائج نلمسها. فمن تمكين المرأة، إلى تطوير البنية التحتية، ومن الثورة التقنية والذكاء الاصطناعي، إلى النهضة الثقافية والفنية، ومن إصلاح التعليم والرعاية الصحية، إلى الاستثمار في الإنسان بوصفه أعظم أصول الوطن – كل ذلك ما هو إلا دليل واضح على أننا أمام نهضة شاملة تعيد تعريف مفهوم الدولة الحديثة في القرن الحادي والعشرين.

 

2025: عام الإنجاز المستدام :

بمناسبة صدور التقرير السنوي لرؤية السعودية 2030 لعام 2025، نقرأ كلمات خادم الحرمين الشريفين – أيده الله –:

“نحمد الله على ما تحقق لبلادنا من إنجازات خلال أقل من عقد من الزمن؛ جعلت منها نموذجًا عالميًا في التحولات على كافة المستويات، وإننا إذ نعتز بما قدمه أبناء الوطن الذين سخّروا جهودهم للمُضي به نحو التقدم والازدهار، سنواصل معًا مسيرة البناء لتحقيق المزيد من التنمية المستدامة المنشودة للأجيال القادمة.”

إن هذه الكلمات المضيئة تعبّر عن فخر قيادة، وامتنان وطن، وتأكيد على أن ما تحقق حتى الآن ليس سوى البداية.

فقد أثبتت المملكة للعالم أن التحول ليس مستحيلاً، وأن الاستثمار في الإنسان هو الرهان الأصدق، وأن التحديث لا يتعارض مع القيم، بل يتعزز بها. نعم، استطاعت المملكة أن تكون مصدر إلهام حقيقي لقيادات العالم، وباتت التجربة السعودية تدرّس في أروقة الاقتصاد والسياسة والإدارة الحديثة.

أبناء الوطن.. صُنّاع المجد .

إن ما تحقق لم يكن ليتم لولا إيمان القيادة العميق بمقدرات الإنسان السعودي، وقدرته على الإنجاز حين تُمنح له الثقة والفرصة. جيل شاب، واعٍ، مثقف، ومؤمن بمستقبله، حمل الشعلة ومضى بها في طريق البناء، يتنقل من نجاح إلى آخر، حاملًا طموح الوطن في قلبه، وعزيمته في كفّيه.

واليوم، نرى أبناء وبنات المملكة يتصدرون المشهد في كافة الميادين: في علوم الفضاء، وفي ريادة الأعمال، وفي الفنون والثقافة، وفي مجالات التقنية والابتكار. إنهم لم يعودوا فقط جنودًا في ميادين العمل، بل أصبحوا سفراء للأمل، ونماذج للقدوة.

المستقبل يبدأ الآن :

لم تكن المملكة يومًا دولة طموحها محدود، بل كانت دائمًا تسابق الزمن، وتحلم بمستقبل أفضل للأمة والإنسانية. ومع كل إنجاز جديد، تزداد التحديات، لكن تزداد معها أيضًا ثقة المواطن بقيادته، وإيمانه بأن ما بعد الرؤية سيكون أروع.

نعم، المملكة اليوم هي الوطن الطموح، والمكان الأفضل للعيش، والاستثمار، والابتكار. إنها ليست فقط أرض المقدسات، بل أيضًا أرض الفرص. وهنا، حيث يلتقي التاريخ بالحضارة، والدين بالعلم، والهوية بالحداثة، يُكتب فصل جديد من حكاية وطن لا يعرف المستحيل .

.ختامًا.. شكرًا من القلب

شكرًا للقيادة الرشيدة والحكيمة التي آمنت، وخطّطت، ونفّذت.

شكرًا لشعب لم يتخاذل، بل تقدّم الصفوف ليصنع ما كان بالأمس مستحيلا ولكنه اليوم أصبح حقيقة ملموسة.

شكرًا لكل يد ساهمت في البناء، ولكل عقل شارك في التخطيط، ولكل قلب أحب هذا الوطن وبذل من أجله.هنيئًا لنا بمملكتنا الفاضلة، وهنيئًا للعالم بمملكةٍ أصبحت مصدر أمل، ونموذجًا في الطموح، وعنوانًا للفخر.

 

للتواصل مع الكاتب:[email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى