رحلة في طلاسم الرسالة

عبدالعزيز عطيه العنزي

غريبةٌ تلك الرسالة، تتراقص حروفها أمامي كأنها رقصةٌ صوفية، كل كلمةٍ وشكلٍ فيها يحمل بين طياته ألف معنى ومعنى. تمنيتُ لو أنني أمتلك مفتاحًا لفكّ رموزها، لأغوص في أعماق ما تخفيه من أسرار. هل هي رسالةٌ من الماضي، تحمل حكايا عتيقة؟ أم نبوءةٌ للمستقبل، ترسم ملامح ما لم يأتِ بعد؟

كلما نظرتُ إليها، شعرتُ وكأنها تناديني، تدعوني لأكتشف ما بداخلها. ربما هي ليست مجرد كلمات، بل هي طلاسم حقيقية، تحتاج إلى قلبٍ يدرك لغة الأرواح ليفهمها. ليتني أملك الحكمة لأُزيل الغبار عن معانيها، وأُبصر نورها الخفي. إنها لغزٌ جميل، يزيدني حيرةً وشوقًا، وتتركني أتأمل في عظمة ما هو غير مفهوم. أدركتُ حينها أن بعض الرسائل لا تُرسل لتُقرأ، بل لتُشعَر. بعض المعاني لا تُكتَب، بل تُزرَع في الروح. ربما تكون هذه الرسالة هي مرآة لروحي، تعكس ما أبحث عنه، أو ما أخشاه، أو حتى ما أجهله في أعماقي. ولعل طلاسمها الحقيقية تكمن في رحلة البحث عن إجاباتها، لا في الإجابات نفسها. إنها دعوة للتأمل، رحلة اكتشاف للذات أكثر منها فك شيفرة لرسالة مكتوبة. هي همسة كونية تخاطب جوهري، وتدعوني لأرى العالم بعيونٍ أخرى، لغة تتجاوز حدود العقل لتستقر في أعماق الوجدان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com