زمان قد تنكر للحلال

بقلم / د. فاطمة اغبارية
زَمـانٌ قَـد تَنَكَّرَ لِلحَـلَالِ
وَضَاعَ الصِّدْقُ في سُوقِ الضَّلَالِ
تَعَدَّدَتِ المَذَاهِبُ فَافْتَرَقْنَا
فَلَمْ نَعْرِفْ يَمِينًا مِن شِمَالِ
فَضَاعَ الجَارُ وَالحُرُمَاتُ جَهْلًا
وَأَغْفَلَ فِعْلَهُمْ أَهْلُ العِيَالِ
كَبِيرُ القَومِ يَظْلِمُ دُونَ وَجْهٍ
وَكَانَ الشَّيخُ يُعرَفُ بِالنَّوَالِ
وَصَوْتُ الحَقِّ تُخْرِسُهُ الذِّئَابُ
وَيُرفَعُ بِالرَّذِيلَةِ كُلُّ قَالِ
وَصَارَ الأَمْرُ بِالمَعْرُوفِ نُكرًا
وَلَا أَحَدٌ يُجِيبُ عَلَى السُّؤَالِ
كَأَنَّ الخُلقَ صَارَ مِنْ جَمَادٍ
وَقَدْ قَطَعُوا المَوَدَّةَ وَالوِصَالِ
وَكَمْ مِنْ فِتْنَةٍ تَودِي بِحُبٍّ
تَعِيشُ اليَومَ في سُوءِ الخِصَالِ
فَقَدْ جِئْنَا الحَيَاةَ بِأَمْرِ رَبٍّ
لِنَمْضِيَ في الحَيَاةِ إِلَى المَعَالِي
فَمَا عَادَ الوَفَاءُ بِأَرْضِ قَوْمِي
وَلَا عَادَتْ عَنَاقِيدُ الدَّوَالِي
فَمَا عَادَ التَّعَاطُفُ وَالأَمَانِي
وَمَا عَادَتْ بِنَا طِيبُ الأَمَالِ
وَقَدْ ظَهَرَ الرُّوَيْبِضُ وَامْتَطَانَا
وَصَارَ الكَونُ يَزْخَرُ بِالضَّلَالِ