سهام العنزي: بريشة سعودية تحكي حكاية الألوان والهوية.

سمر الصباح
في كل لون وضربة فرشاة، قصة تُروى وحكاية تنتظر من يكتشفها. ليست كل اللوحات تُخلق من فراغ، بل من مشاعر تغلي داخل الفنانة، وتجارب تشكل بصمتها الخاصة.
هنا نلتقي بفنانة سعودية استثنائية، سهام العنزي، التي تأخذنا في رحلة فنية لا تشبه غيرها؛ رحلة تتداخل فيها الألوان مع الأحاسيس، وتتحول الأفكار إلى لوحات تتحدث بلسان القلب. ليست مجرد رسامة، بل راوية لحكايات تعبر عبر الزمن، ملتزمة بإبداع ينبض بالحياة، يحمل في تفاصيله عبق التراث وروح المعاصرة.
بدأت سهام العنزي مشوارها الفني منذ كانت في الثالثة عشرة من عمرها، حيث وجدت في الرسم لغة تواكب بها مشاعرها وأفكارها التي لم تجد لها منبرًا آخر. لم تكن الدراسة في كلية التربية الفنية مجرد خيار تعليمي، بل كانت خطوة لتقوية وتطوير موهبتها، وتحويل شغفها إلى فن راقٍ ومؤثر. تميزت لوحاتها بأسلوب جريء في اختيار الألوان، حيث تمنح كل لون دوره ومساحته ليُعبّر عن فكرة أو شعور معين. هي ترى أن كل لون يحمل رسالة خاصة، لذلك ترسم مشاعرها وأفكارها بألوان متجددة وحيوية، مما يجعل لكل عمل توقيعه الخاص الذي يعكس حالتها المزاجية والوجدانية.
تقول سهام إن الإلهام لديها يأتي أحيانًا من قصص أو مشاهد تمر بها، وأحيانًا أخرى تنطلق للوحة بلا تخطيط مسبق، مما يعطي أعمالها طابعًا فنيًا عفويًا وحيويًا. من بين لوحاتها البارزة، تبرز “موناليزا العرب” التي تعتبرها الأقرب لقلبها، إذ تحمل في طياتها مشاعر عميقة وتجربة فنية مميزة. أما عن وقت الرسم، فهو ليس مرتبطًا بساعة أو يوم معين، بل ينبع من الحاجة الملحة للتعبير، فتجلس أمام اللوحة حينما يدعوها الإحساس لذلك.
الفن بالنسبة لسهام أكثر من مجرد ألوان، هو رسالة تعكس تجاربها ومكنونات نفسها. ومع ذلك، فهي تدرك أهمية الجانب التجاري للفن، معتبرة أن السوق هو الذي يمنح العمل قيمته المادية التي تعكس أيضًا قيمته الفنية. عندما تتحدث عن تطلعاتها، تؤكد أن طموحها لا يكمن في أن تكون نسخة من فنان آخر، بل تسعى لأن تكون نسخة مطورة ومتميزة من ذاتها، تترك بصمة فنية تحمل شغفها وهويتها. وعن العالمية، ترى أنها ليست هدفًا في حد ذاته، بل هي نتيجة طبيعية للفن الصادق الذي يمس القلوب بغض النظر عن المسافات.
حتى الآن لم تُتح لسهام الفرصة للمشاركة في معارض دولية، لكنها تتطلع لأن يكون لها حضور فني يترك أثرًا في ذاكرة الفن السعودي والعالمي. تختتم حديثها بنصيحة لكل من يرغب في دخول عالم الفن التشكيلي، بالتأكيد على أهمية الصدق مع النفس، الجرأة في التعبير، والاستمرارية في التعلم، كما تذكر الأهل بأهمية دعم المواهب الصغيرة ليصبحوا فنانين غدًا