“صوت عرفه.. رحلة المفتي الذي ترك أثراً باقياً”

بقلم / العميد م. ندى عزيز الخمعلي
في ذاكرة الوطن، تبقى بعض الأصوات حاضرة لا تغيب، كأنها صدى روح ارتبطت بالحق والصدق والصفاء. ومن بين تلك الأصوات التي لا تُنسى، صوت مفتي المملكة رحمه الله، ذلك الصوت الذي عُرف بوقاره وحكمته، وبات علامة فارقة في حياة الناس الدينية والفكرية لعقود.
المفتي رحمه الله لم يكن مجرد عالم يتصدر المجالس، بل كان صوتاً عُرف بالصدق والإخلاص، ومرجعاً يلتجئ إليه الناس في أدق قضاياهم وأصعب مواقفهم. فقد جمع بين العلم الراسخ والتواضع الجم، وبين الحزم في الحق واللين في التعامل، حتى أصبح مثلاً للعالم الذي يحمل هم الأمة ويخدمها بقلب ناصع و نية صافية.
ترك المفتي بصمة واضحة في الفتاوى الشرعية التي كانت نبراساً للمسلمين في المملكة وخارجها، كما أسهم في نشر الوسطية والاعتدال، مؤكداً أن الدين يقوم على الرحمة والعدل، لا على الغلو والتطرف. وقد كان صوته في المحافل الرسمية والدينية مطمئناً وهادئاً، يزرع السكينة في النفوس، ويرشدها إلى طريق مستقيم.
رحل المفتي عن الدنيا، لكنه بقي حاضراً في ذاكرة الناس بعلمه وصوته ومواقفه التي كانت صدى للحق. إن إرثه العلمي والدعوي باقٍ، تتناقله الأجيال، ويظل شاهداً على رجل عاش لله وبالله، فلم يُعرف إلا بصفاء منهجه ونقاء صوته.
رحم الله مفتي المملكة، وأسكنه فسيح جناته، وجعل صوته الذي عُرف بالخير والهدى شفيعاً له يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.