كرستيانو.. مشروع وطني لا هدف فردي

بقلم الدكتور رشيد بن عبدالعزيز الحمد
كتب سمو الأمير تركي بن خالد – حفظه الله – تغريدة لامست الحقيقة ولامست معها قلوب المنصفين حين أشار إلى ما يتعرض له النجم العالمي كريستيانو رونالدو من حملات غير عادلة تتجاوز حدود النقد الرياضي إلى مستوى الإساءة والتشويه.
وهذا الصوت الواعي من رجل مسؤول يضع النقاط على الحروف في قضية تمس جوهر المشروع الرياضي السعودي الذي تتبناه الدولة – أيدها الله – كجزء من رؤية وطنية طموحة، تهدف إلى جعل الرياضة صناعة مؤثرة وسفيرة لقيم المملكة وريادتها الحضارية.

فكريستيانو رونالدو ليس مجرد لاعب كرة قدم في نادٍ سعودي، بل هو رمز دولي يساهم في إبراز الصورة الحديثة للمملكة، ويعكس للعالم واقع التطور الكبير في البنية التحتية، والاحتراف الرياضي، والتنظيم الإداري، وبيئة العيش والعمل في وطننا العزيز.
ومن المؤسف أن يواجه مثل هذا النموذج العالمي – الذي اختار أن يكون جزءًا من التجربة السعودية – بحملات انتقاص وتشويه من بعض المنابر التي لم تدرك بعد أن نجاح كريستيانو في الملاعب السعودية هو نجاح لنا جميعًا، وأن إساءته هي إساءة غير مباشرة لصورة الرياضة السعودية ولجهود الدولة في بناء مشروعها الرياضي الواعد.

النقد الموضوعي مطلوب، بل ومحبب، متى ما كان منصفًا ومهنيًا، لكن تحويله إلى أداة للتشويه أو التقليل من المنجز الوطني أمر لا يتفق مع قيمنا ولا مع روح التنافس الشريف.
ولعل “مشكلته الحقيقية” كما قال الأمير، أنه يمثل نادي النصر، لكن الحقيقة الأعمق أنه يمثل اليوم مرحلة رياضية سعودية جديدة نفاخر بها العالم.

إن الواجب اليوم أن نحافظ على مكتسباتنا، وأن ندرك أن الرموز الرياضية التي اختارت المملكة وطنًا لها ليست غريبة عنا، بل هي جزء من صورتنا أمام العالم، ويجب أن نكون أول من ينصفها ويدعمها.
فكريستيانو جاء ليصنع فرقًا في الملعب، لكنه في الواقع صنع فارقًا أكبر في المشهد الإعلامي والرياضي الدولي حين وضع اسم المملكة في العناوين الكبرى… وهذا بحد ذاته إنجاز يستحق الاحترام، لا التشويه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى