كل شيء له فرصة ثانية… إلا خاطري

بقلم لمياء المرشد
الخاطر ليس مجرد فكرة عابرة، بل هو مرآة القلب، وموطن الشعور، وخزانة الذكريات التي تختزن المواقف بكل تفاصيلها. قد يسامح اللسان، وقد تغفر العين، لكن الخاطر حين ينكسر، يصعب جبره، لأنه لا يشتكي، بل يختزن الألم بصمت، ويعيد ترتيب نفسه بعيدًا عن الضجيج.
حين يُخذل الخاطر، لا يصرخ ولا يعاتب، لكنه يبتعد، وحين يتألم، لا يبحث عن تفسير، بل يختار الصمت، لأن أكثر الأشياء وجعًا هي التي لا تُقال. قد تمنح الحياة فرصًا ثانية لكل شيء؛ للمحبة، للصداقة، وحتى للأخطاء، لكن الخاطر المكسور يختلف، فهو لا يعود كما كان، ولا يثق كما وثق، ولا ينبض بنفس الدفء مرة أخرى.
العناية بالخاطر فن لا يجيده إلا أصحاب القلوب الراقية، الذين يدركون أن الكلمة تجرح كما يجرح السيف، وأن الصدق والوفاء هما جسر العبور إلى القلوب بلا خوف. لذلك، احفظوا خواطر من تحبون، لا تكسروا قلوبهم ببرود، ولا تستهينوا بمشاعرهم، فليس كل شيء يمكن إصلاحه، وليس كل قلب يمكن أن يعود كما كان بعد الكسر.
لأن كل شيء في الحياة له فرصة ثانية… إلا خاطري.