ما نسيته ثواني

هاشم بن علي الكاف
أرجوك لا تجرح قليبي بالأهداب
رمشك سهم، والعين منّه رمَاني
كِنّك تبيني أذوب صبري والأسباب
صرت الهوى، والكل منّي يعاني
نظرتك تسري على القلب وتغتاب
وتخطف الحرف، قبل ينطق لساني
كلّ الحكايا تبتدي بك ولا غاب
نورك يغيّر حتى لون الزماني
ألقاك في صدري، وفي صمتي طيّاب
وأبعد، وألقى طيفك أقرب مكاني
ما عاد لي، بعدك، على الدنيا أبواب
إلّا انت، يا نبضي، ويا حدّ أماني
وإن كان جرحي من غلاك، أبدًا ما أعتاب
يكفيني إنك ساكنٍ في كياني
وإن كان حبّك في خفوقي وله غلّاب
أقسم بربي، ما نسيته ثواني
أنسى تعب قلبي؟ صعبه بالإيجاب
ما دام حبّك في خفوقي امتحاني
أنسج معك صمتي على رمش وأهداب
وأدعي لقلبك ما يذوق الهواني
ما عاد فيني حيل أشرح لك أسباب
غيابك أوجعني، وساكن حناني
ورغم الجروح اللي تفيض بالأوصاب
أحبك، وكلّي على الحب فاني
رمشك جرح، بس الغلا ما له أحجاب
أشيل حبّك في عيوني، وأعاني
ولو خيروني بين بعدك والأحباب
أختار قربك، يا لولو يا مرجاني