نركض خلف الحياة… فمتى نعيشها؟

الإعلامي : معلا السلمي

بين رنين التنبيهات وأكوام المهام نركض نحو وظيفة أفضل بيت أكبر مكانة أعلى وإنجازات أكثر نركض حتى دون أن نلاحظ أننا لم نعد نعيش… بل نؤدي نركض لدرجة أن أصوات قلوبنا تذوب وسط ضجيج العالم وننسى أن الحياة ليست خط نهاية بل الطريق ذاته.

نستيقظ كل صباح ونحن نحمل في أذهاننا قائمة طويلة لما يجب أن نفعله بينما تتلاشى من حولنا أشياء كثيرة مما نحب فعله. تمضي الأيام وعيوننا مشغولة بالشاشة وآذاننا مثقلة بالتنبيهات وقلوبنا تنتظر استراحة لم تأتِ.

لكن هل سألنا أنفسنا يومًا متى كانت آخر مرة استمتعنا فيها بالشمس وهي تودعنا بهدوء؟ متى ضحكنا بصدق دون أن نقلق من الوقت؟ متى جلسنا مع أحبائنا دون أن نسرق أنظارنا إلى الهاتف؟ متى سمعنا أصواتنا الداخلية التي تختنق تحت ركام التزامات لا تنتهي؟ لسنا ضد الطموح ولا ضد السعي.

بل نحن ضده حين يتحول إلى سجن. حين يصبح النجاح مجرد سباق لا متعة فيه وتتحول الحياة إلى جدول زمني بلا روح. ربما حان الوقت لأن نعيد تعريف العيش وأن نسمح لأنفسنا بلحظات صمت بلحظات دهشة بلحظات لا فائدة منها سوى أنها تبهج القلب.

أن نفهم أن الإنجاز لا يعني أن نخسر أرواحنا على الطريق. أن الحياة ليست ما ننتظره في نهاية الأسبوع أو الإجازة القادمة… بل هي كل لحظة عابرة إن قررنا أن نعيشها حقًا.

في النهاية لن يسألنا أحد كم أنجزنا بل كيف عشنا. لن تُذكر ساعات العمل الطويلة بقدر ما تُذكر الضحكات التفاصيل الصغيرة اللحظات التي شعرنا فيها أننا بشر لا مجرد أدوات للإنتاج. فالحياة لا تُقاس بعدد الأيام بل بعمق اللحظة. توقّف قليلًا… لا لتتأخر بل لتلحق بروحك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com