أحببتك سراً
بقلم: بشائر الحمراني
كأنما الحب بيننا كان فكرة لا تُدركها العقول ولا تستوعبها الكلمات.
كان حبك تجليًا لحقيقة تتجاوز المنطق، يعبر الزمن بلا قيود، ويخترق الواقع بعمق يفوق التصور.
في سكون هذا السر، وجدت معنىً لم أدركه من قبل، كأن حبك كان مرآةً تكشف لي خفايا ذاتي، وتفتح أمامي أبوابًا لم أكن أعلم بوجودها.
أحببتك كمن يبحث عن الأبدية في لحظة، كمن يكتشف اللامحدود في حدود القلب.
كان حبك سؤالًا فلسفيًا يتردد في داخلي: هل يمكن للحب أن يكون كاملًا في خفائه؟ وهل يمكن أن يعيش الشعور بحرية أكبر حين يختبئ بعيدًا عن الأنظار؟
في هذا السر، شعرت بأن حبك كان تجربة وجودية، تسبر أغوار النفس البشرية، تكشف تعقيداتها، وتبسطها في بساطة الحضور الصامت. لم يكن حبك يحتاج إلى إثبات أو إعلان، بل كان يكفي أن يكون موجودًا، حيًا في أعماقي، ينمو ويتغلغل دون أن يراه أحد.
أحببتك سرًا، لأن الحب السري يتجاوز حدود الإدراك، يغوص في جوهر الروح، حيث تكون الحقيقة مجردة وخالصة. كان حبنا تمازجًا بين الفكر والشعور، بين الخفاء والوضوح، بين ما نراه وما لا نراه. وفي هذا الخفاء، وجدت عمقًا أعمق من أي شيء آخر، حيث يكمن جوهر الحب الحقيقي.