أرضني وأرضيك دمنا على قيد الحياة 

 

بقلم ✍️ حسين القفيلي

قبل يومين تداولت أطراف الحديث مع أحد الأصدقاء بمجلس عزاء وتحدث لي عن موقف حدث مني قبل عدة سنوات ويشهد الله أني لم أذكر هذا الموقف الراسخ في ذاكرته وخاصة في بعض تفاصيله الدقيقة ، وكان حديثه حديث الأخ المحب الداعم المعجب بذلك التصرف وهو التسامح والقفز على كثير من الأحزان، والفرقة والشتات وخاصة عند الشدائد والتي رغم مرارتها لها فوائد كبيره تكتشف من خلالها معادن الرجال الأوفياء والمخلصين ، وسلوكيات وتصرفات تنبئ عن نفسيات وقيم متأصلة في النفوس، ومبادئ توجه الإنسان في هذه الحياة، فتظهر حقائق كانت كامنة في النفوس ، إن صاحب الأخلاق والقيّم هو من يسمو بنفسه عن الألم والصراعات ويجعل للتسامح نافذة يمر من خلالها مع هذا العالم ويدرك إن العمر كعقارب الساعة تدور وتمضي كما إن الصبر مهما كانت الخلافات علاج من حالات الغضب والاستعجال وحب الانتقام والطمع وحب الذات، ونكران الجميل، وضعف الأخوة، إن التسامح قوة ربانية لاتدل أبداً على الضعف فالثقة بالنفس أهم من روح الإنتقام الذي قد يمكن من خلاله أن تخسر صحتك وصحة الآخرين وتبقى جروح لن تندمل والتسامح مع المقدرة هو المطلوب لا التسامح عند العجز والتسامح الذي لاتخسر منه كرامتك ونحن نعرف ماهي الأمور التي تسقط أمامها كل المثاليات والقيمّ ومتى يكون التسامح وبال على صاحبه ولا خير فيه ، إلا بتحكيم شرع الله ، نعم إن وجهات النظر تتفاوت وإن الخلافات وارده وهذه سنة الحياة ولكن نتعلم من ديننا الإسلامي السمح ومن سيرة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم الأخلاق العظيمة وروح الصبر والثبات ونأخذ كذلك من تجارب العلماء والُعقلاء وكبار السن في مجتمعاتنا والتي تحث دائماً على وحدة الصف وعلى إشاعة روح الأُلفة والتسامح قبل الندم وكما قال أحد الشعراء والحكماء الشاعر مهدي بن باصم آل مخلص في أبيات شعرية كنصيحة مخلده

‏أرضني وارضيك دمنا على قيدالحياة

‏ لا تجافيني وتبكي علي بين القبور

واجب الفزعات في الضيق دام لها طراة

‏مالها ذوق ليا جات من بعد القصور

تحياتي لجميع القُراء ودمتم هادئيين متسامحين مع الآخرين فالحياة قصيره .

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button