أرملة القلب
بقلم : ديمة الشريف
هي المرأة التي بقت وحيدة بعد غياب شريك حياتها ورحل عنها بلا موعد وشاءت الأقدار ذلك وأكملت مسيرتها في هذه الحياة وحيدة بلا رجل يعينها على مصاعب الحياة .
بقاء قلبها لا يحب إلا ذلك الشريك الذي شاركها حياتها بكل تفاصيلها حتى آخر لحظة له فيها وكانت أسرة سعيدة معه كان يحبها ، يحترمها، يقدرها ، يسندها ، جعل بيدها سلاحين مهمين شهادة ، وظيفة .
فهي سعت لأحلامها بمفردها ورفضت كل من تقدم لخطبتها وكان ردها أنها لا ترغب بالزواج فهي منشغلة بتربية أبنائها وتعليمهم .
هي تواجه الحياة بكافة صعوباتها وتحدياتها الحقيقية فهي أصبحت تقوم بدور المرأة الحديدية بلا مُعين فهي تجسد دورين رئيسيين الأب والأم في آن واحد .
تربي ، تلبي إحتياجات صغارها من الطعام ، الشراب ، المأكل ، التعليم ومستلزمات الحياة بشكل عام .
الصراع الداخلي مع تحديات لمستقبلها القادمة ومستقبل أبنائها الذين يعيشون بلا أب ويشعرون بالحزن والألم على الفراق بصمت يتجسد في حزن العيون .
فمرت السنوات على رحيله فهي لازالت متعلق به ولن تنساه مادامت على قيد الحياة .
فهي تدعو له في صلاتها وتتصدق وتستغفر عنه .
إن الوحدة من أبشع المشاعر التي يتعرض لها الإنسان في الصمت دون أن يبوح عن مافي خاطره ويموت الكلام في مقبرة القلب .
هي عظيمة في صبرها على فقيدها ، رحم الله زوجها وأسكنه فسيح جناته .
تحققت أحلامها المستقبلية خططت لها منذ سنوات مضت بافتتاح مشروعها الخاص التي تديره بنفسها ، متجر إلكتروني متخصص في مجال التسويق الإلكتروني ، إدارة المحتوى ، لتحقق من خلالها أهداف آخرى بفتح مشروع آخر لها ويحقق لها أرباحا فتحت لها أبواب رزق أخرى وانهال الخير والرزق عليها من كل باب.
فهي لها خبيئة صالحة في كل مشروع فكانت سببا في ذلك الرزق الحلال وذلك لصفاء نيتها ويدها الكريمة التي لاترد محتاج يطرق بابها .
إن القوة في هذه الحياة في صبر القلب على القضاء والدعاء له كل يوم في الصباح والمساء .
رحم الله ذلك القلب الذي رحل كان مليء بالصفاء النفسي والروح النقية التي تحب الخير للغير وتطعم الطير .
همسة :
يقول ابن القيم :
ربما تنام وعشرات الدعوات تُرفع لك ، من فقير أعنته أو جائع أطعمته ، أو حزين أسعدته أو مكروب نفست عنه فلا تستهن بفعل الخير .
