“أصوات المعرفة: شكرًا لمعلماتنا في يوم المعلم”

بقلم / بشائر الحمراني
“في يوم المعلم، تتحدث كل مادة دراسية بلسانها الخاص، شاكرةً من علمتها، من زرعت فيها القوة والمعرفة، ومنحتها الحياة في عقول وقلوب الطلاب.

أنا، الرياضيات، أحتفل اليوم بكل معلمة أضاءت طريقي بالحسابات والمنطق. كل رقم علّمتني إياه كان خطوة نحو التفكير النقدي والتحليل العميق، وعلّمتني أن في كل مسألة حل، وفي كل معادلة منطق يربط بين الأشياء.

وأنا، اللغة العربية، أكتب بأحرفي الذهبية شكرًا لمن ساعدتني في تزيين الكلمات بالفصاحة والبلاغة. معها، عرفت أن الكلمة ليست مجرد أداة بل هي وسيلة لتجسيد الجمال والتعبير عن المشاعر والأفكار، وزرعت في قلبي حب اللغة التي توحّد القلوب.

أنا، العلوم، أدين بالفضل لكل معلمة فتحت لي أبواب الكون الواسع. معها تعلّمت عن الذرات والمجرات، عن الحياة والموت، عن الأسباب والنتائج. علّمتني كيف أستكشف العالم من حولي بعين العالم الصغير.

التاريخ، أرفع صفحاتي منحنيةً لكل من جعلتني أروي حكايات الحضارات، الحروب والسلام، النضال والنصر. كل درس منها كان نافذة على ماضٍ عريق يلهم المستقبل، وكانت كلمتها ترسم ملامح الزمن الذي صنع الإنسان.

ومن جانبي، أنا الجغرافيا، أشكر معلمتي التي عرّفتني على معالم الأرض، والجبال والأنهار، من جعلتني أتنقل بين قارات العالم وأنا جالس في فصلي، أتعلم عن الشعوب والأوطان، وأفهم كيف تتشكل التضاريس وتجمع البحار بين الأفق البعيد.

أنا، الكيمياء، أُذيب امتناني في مركبات الحب والعلم. معها تعلمت كيف تتحول المواد، كيف تتفاعل العناصر، وكيف تُبنى الجزيئات التي تشكل حياتنا. كل تجربة في مختبرها كانت درسًا في السحر العلمي.

أما أنا، الفيزياء، فأنحني امتنانًا لمن فسرت لي قوانين الكون. من جعلتني أفهم كيف تتحرك الأشياء، كيف تسير الكواكب، وكيف تُقاس الطاقة والزمن. علّمتني أن وراء كل حركة قانون، وأن الكون كتاب مفتوح نقرأه بحكمة.

وأنا، التدبير المنزلي، أرفع أدواتي شكرًا لمن علمتني فنون الحياة اليومية. معها تعلمت كيف أعتني ببيتي، كيف أُبدع في المطبخ، وكيف أكون جزءًا فعالًا في حياتي العائلية. من علّمتني أن النظام والإبداع يلتقيان ليصنعا حياة متكاملة.

أنا، علم النفس، أحيي من سبرت أغوار النفس البشرية. من علّمتني كيف أفهم مشاعري ومشاعر الآخرين، كيف أوازن بين العقل والعاطفة. معها أدركت أن القوة الحقيقية تأتي من الفهم العميق للنفس ومن القدرة على التعاطف.

وأنا، علم الاجتماع، أرفع شكري لكل معلمة عرفتني على المجتمعات البشرية، من جعلتني أفهم كيف تتشكل العلاقات وكيف تعمل النظم الاجتماعية. علمتني أن الإنسان ليس فردًا معزولًا بل هو جزء من نسيج اجتماعي كبير، ولكل فرد دوره في بناء المجتمع.

لكل معلمة، في كل مادة، شكرًا من الأعماق. أنتن لستن مجرد ناقلات للعلم، بل صانعات للأجيال، ومؤسسات لمستقبل مشرق. أنتن نجمات تضيء طريقنا نحو العلم والحياة.”**

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى