أكاديمية الفيروز للخيل أصالة للتراث بين الماضي والحاضر
تقرير : د. منصور الغامدي : الطائف
في مدينة الطائف من عام 1435 هـ، قرر أبناء الأستاذ عبيد الخماش إنشاء مكان يجمع بين حبهم للفروسية وتراث الأجداد.
كان المشروع في بدايته خاصًا بتدريب أبنائهم على رياضة الفروسية، في جو يمزج بين الماضي العريق والحاضر المتجدد. وبدأوا بعدد بسيط من الخيول العربية الأصيلة، ولكن الحلم لم يتوقف عند هذا الحد.
تطورت الفكرة خلال سنوات قليلة، وتحول هذا المشروع الخاص إلى أكاديمية متخصصة في رياضة الفروسية تحت مسمى (أكاديمية الفيروز للخيل العربية الأصيلة)،
تقدم خدمات التدريب لجميع فئات المجتمع. وحصلت الأكاديمية على الاعتماد من مركز الملك عبدالعزيز للخيل العربية الأصيلة،
وأصبحت أحد المرابط المهمة التي تعمل تحت إشراف هذا المركز العريق لتربية وإنتاج الخيول العربية الأصيلة. كما حصلت الأكاديمية على عضوية الاتحاد السعودي للفروسية وعلى ترخيص وزارة الرياضة، لتصبح من أوائل الأكاديميات المتخصصة في التدريب على رياضات الفروسية، بعد تحقيقها لجميع متطلبات الاتحاد على مستوى المدربين والمرافق والمنشآت.
منذ إنشائها، كانت الأكاديمية تهدف إلى أن تكون أكثر من مجرد مربط للخيل، بل مركزًا يجمع بين الفروسية والثقافة والترفيه. ففتحت أبوابها لكل من يرغب في تعلم رياضات الفروسية المختلفة، رجالاً ونساءً، صغارًا وكبارًا.
كما استضافت العديد من الأمسيات الثقافية والأدبية، واستضافت عددا من الجمعيات الخيرية ومراكز الخدمة المجتمعية، وأقامت فعاليات وطنية ومجتمعية متنوعة.
ومع مرور الوقت، تحقق الهدف المنشود، وأصبح هذا المشروع الطموح مركزًا يجمع بين رياضة الفروسية وأصالة التراث والثقافة السعودية.
حيث يمكن للزوار الاستمتاع بتجربة فريدة في بيئة تجمع بين أهم رموز ثقافتنا العربية .
حيث تجد الخيول العربية الأصيلة والصقور والغزلان، بالإضافة إلى الفعاليات الثقافية، ليعيشوا أجواء تمزج بين المتعة والأصالة والعراقة.
ورغم صعوبة البدايات وتواضع الإمكانيات،
إلا أن الأكاديمية حققت إنجازات كبيرة على مستوى رياضات الفروسية المختلفة. فقد شاركت في العديد من مسابقات جمال الخيول العربية،
وحققت مراكز متقدمة على مستوى المملكة. كما حصد فرسان الأكاديمية العديد من الجوائز في بطولات قفز الحواجز المحلية والدولية،
ورفعوا اسم (الفيروز) عاليًا في العديد من المناسبات.
هذا النجاح لم يكن سهلاً، بل جاء نتيجة للتخطيط السليم والرؤية العصرية التي تتماشى مع رؤية المملكة 2030 إضافة إلى الجهد الدؤوب لتجاوز التحديات والعقبات.
واليوم، أصبحت أكاديمية الفيروز مقصدًا للأهالي والزوار من. داخل المملكة ومن خارجها، ومركزًا ثقافيًا يحتضن فعاليات تكرس الهوية الثقافية الإسلامية والعربية السعودية، وتقدمها للأجيال القادمة.
وأجمل ما في هذه الرحلة هو أن الأكاديمية لم تتوقف عند تحقيق إنجازاتها الحالية، بل قطعت عهدًا على نفسها بأن تستمر في السعي لتحقيق المزيد من النجاحات، مستلهمةً روح الطموح والهمة العالية، لتنقل حلم (الفيروز) من جيل إلى جيل، وتظل نبراسًا للتميز في عالم الفروسية.