إحترام كبار السن

‏✍🏻 بقلم: إبراهيم النعمي

احترام كبار السنّ والاهتمامُ بهم من سننِ الأنبياء، وقد حثَّنا دينُنا الإسلامي وسُنَّةُ نبينا محمد ﷺ على رعاية كبار السن، والاعتناءِ بهم، ومساعدتهم عند كِبَرهم؛ فهم جزءٌ أصيلٌ من نسيجِ المجتمع الإسلامي.

‏وإن احترامَ الكبير وتقديرَه وتوقيرَه، من تعاليمِ ديننا الحنيف، ومن صورِ البر، ومن شِيَمِ الصالحين وقِيَمِهم الرفيعة.

‏وقد دعتنا شريعتُنا الإسلامية الغرّاء إلى التراحم، والمودة، والعنايةِ بكبار السن، ونشرِ المحبة والفضيلة بين أفراد المجتمع، ليبقى مجتمعُنا متماسكًا، متراحمًا، تسوده الأخلاقُ والقيم.

‏فالواجبُ علينا جميعًا أن نوقّر الكبير، ونُجِلَّه، ونحثّ أبناءَنا وبناتِنا على برّ الوالدين، وتقدير كبار السن من الأهل والأقارب، وطاعتِهم، وتلبيةِ أوامرهم، والإنفاقِ عليهم عند الحاجة، والتواضعِ لهم، ومعاملتِهم بالحسنى، والرفقِ بهم في القول والعمل.

‏وقد قال الله تعالى في محكم كتابه:(وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا) [الإسراء: 23].

‏كما قال النبي ﷺ في الحديث الصحيح الذي رواه أبو داود والترمذي: ‘ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف شرفَ كبيرنا.’

‏قال الترمذي: حديث حسن صحيح.

‏وعن أبي موسى رضي الله عنه، قال: قال رسول الله ﷺ:

‏“إن من إجلال الله تعالى: إكرامَ ذي الشيبة المسلم، وحاملِ القرآن غيرِ الغالي فيه والجافي عنه، وإكرامَ ذي السلطان المقسط.”

‏رواه أبو داود، وهو حديث حسن.

‏ومن صور البر العظيمة، التي يغفل عنها البعض، برّ الوالدين بعد وفاتهما، وذلك بوصالِ أحبابِهما، والإحسانِ إلى أصدقائهما وأهلِ وُدّهما؛ فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال:

‏قال رسول الله ﷺ:

‏“إن من أبرّ البر أن يصل الرجلُ أهلَ ودِّ أبيه بعد أن يُوَلِّي.”

‏رواه مسلم.

‏إن احترام وتقدير وإجلال الكبير ليس مجرد أدب اجتماعي، بل هو عبادةٌ نتقرّب بها إلى الله، وخلقٌ كريم نرتقي به في معارج الفضل. فلنحرص على زرع هذه القيم في نفوس أبنائنا، ليظل مجتمعنا متمسكًا بدينه، مُتَّسمًا برحمته، متماسكًا بأخلاقه.