استئناف أعمال البناء وصب الخرسانة في برج جدة

مشروع عالمي يجسد الطموح السعودي :

د.وسيلة محمود الحلبي

أعلنت شركة جدة الاقتصادية، المطور الرئيسي لمشروع برج جدة، استئناف أعمال البناء وصب الخرسانة لهذا المشروع الضخم، الذي يُعد أحد أبرز معالم الطموح الهندسي والمعماري في العالم. جاء ذلك خلال احتفالية رسمية حضرها الأمير الوليد بن طلال، رئيس مجلس إدارة شركة المملكة القابضة، والمهندس حسن شربتلي، رئيس مجموعة النهلة، وعدد من كبار المسؤولين والشركاء التقنيين والمستشارين العالميين.

أطول برج في العالم: رمز الطموح الهندسي

بمجرد اكتماله، سيتجاوز ارتفاع برج جدة 1,000 متر، مما يجعله أطول مبنى على وجه الأرض. هذا المشروع العملاق لا يقتصر فقط على تسجيل رقم قياسي عالمي، بل يهدف أيضًا إلى أن يصبح رمزًا للنهضة العمرانية والمعمارية في المملكة العربية السعودية، متماشياً مع رؤية 2030 التي تسعى إلى تنويع الاقتصاد وتعزيز التنمية المستدامة.

يتضمن البرج وحدات مكتبية وتجارية، وشققًا سكنية فاخرة، وفنادق عالمية المستوى، إلى جانب مرافق ترفيهية ومساحات خضراء مفتوحة. كما أنه مجهز بأحدث التقنيات الذكية التي تضمن كفاءة الطاقة وسهولة التنقل، مثل المصاعد السريعة وأنظمة إدارة المباني الذكية.

شراكات عالمية وخبرات هندسية متقدمة

تعاونت شركة جدة الاقتصادية مع مجموعة من الشركات العالمية الرائدة لضمان تنفيذ هذا المشروع بمعايير هندسية فائقة الجودة. تشمل هذه الشركات “مجموعة بن لادن السعودية”، التي تُعد من أكبر شركات المقاولات في الشرق الأوسط، وشركات استشارية عالمية مثل “تورنتون توماسيتي” المتخصصة في التصاميم الهيكلية للمباني العملاقة.

وقد علق المهندس حسن شربتلي على أهمية المشروع قائلاً: “إن استئناف العمل في برج جدة يعكس التزامنا بتقديم معلم حضري متميز يضع مدينة جدة في مصاف المدن العالمية الكبرى. هذا البرج ليس فقط بناءً، بل رؤية تجسد الابتكار والتنمية الاقتصادية.”

انعكاسات اقتصادية وتنموية

يأتي برج جدة كمشروع رئيسي ضمن خطط المملكة لتحويل مدينة جدة إلى مركز عالمي للأعمال والسياحة. سيسهم المشروع في خلق آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، فضلاً عن جذب الاستثمارات الأجنبية وتعزيز قطاع العقارات الفاخرة. كما يُتوقع أن يصبح البرج وجهة رئيسية للسياح ورجال الأعمال من مختلف أنحاء العالم، مما يعزز مكانة جدة على الخارطة الاقتصادية العالمية.

من جهته، أكد الأمير الوليد بن طلال أهمية هذا المشروع قائلاً: “برج جدة ليس مجرد مبنى، بل هو رسالة للعالم تعكس طموح المملكة في تحقيق التميز والابتكار. نحن فخورون بمواصلة هذا المشروع، ونتطلع إلى إكماله بما يليق بمكانة المملكة ورؤيتها المستقبلية.”

التوافق مع رؤية السعودية 2030

يأتي المشروع ضمن الجهود المستمرة لتحقيق رؤية 2030، التي تهدف إلى تحويل المملكة إلى مركز عالمي للاستثمار والتنمية المستدامة. ويُعتبر برج جدة من المشاريع الاستراتيجية التي تسهم في تحقيق هذه الرؤية من خلال تطوير بنية تحتية عالمية المستوى وتعزيز مكانة المملكة كمحور اقتصادي إقليمي ودولي.

عن شركة المملكة القابضة

تأسست شركة المملكة القابضة في عام 1980، وهي إحدى أبرز الشركات الاستثمارية العالمية التي تنشط في مجموعة متنوعة من القطاعات، بما في ذلك العقارات، الفندقة، التقنية، والرعاية الصحية. تتميز الشركة بمحفظة استثمارية متنوعة تصل قيمتها إلى أكثر من 50 مليار ريال سعودي، مما يجعلها لاعبًا رئيسيًا في تعزيز الاقتصاد السعودي والإقليمي.

برج جدة ليس مجرد مشروع عقاري، بل هو رمز لعصر جديد من الابتكار والطموح السعودي. ومع استئناف أعمال البناء، يقترب هذا المعلم العالمي من أن يصبح واقعًا ملموسًا يعكس تطلعات المملكة نحو مستقبل مزدهر ومشرق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى