استشاري : استعجال الأمهات بالرضاعة الصناعية محفوف بمخاطر السمنة عند المواليد
غيدا موسى – جدة
حذر أستاذ واستشاري غدد الصماء وسكري الأطفال بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين عيد الأغا ، الأمهات اللواتي أنجبن مواليدهن بالاستعجال في تقديم الرضاعة الصناعية وتجاهل الرضاعة الطبيعية دون وجود أي دوافع مرضية، موضحًا أن المولود وعبر الرضاعة الصناعية وعدم إدراك الأمهات بالمشكلة يستهلك كميات كبيرة من السعرات الحرارية وبذلك تزداد لديه فرص الإصابة بالسمنة مستقبلاً.
وتابع : الرضاعة الطبيعية ليست مجرد وسيلة لتغذية الطفل، بل هي عملية طبيعية تحمل في طياتها فوائد صحية ونفسية لكل من الأم والطفل والأسرة ، إذ يلعب حليب الأم دورًا حيويًا في تعزيز صحة الطفل وتقوية مناعته، وكذلك في دعم صحة الأم بعد الولادة ، وبجانب ذلك يحتوي حليب الأم على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها الطفل مثل البروتينات والكربوهيدرات والدهون والفيتامينات ، فكلما زادت عملية إرضاع الطفل من الثدي زادت معه كمية الحليب التي سيتم إنتاجها ، كما يتميز حليب الأم باحتوائه على البكتيريا النافعة التي تدعم توازن وصحة الجهاز الهضمي، وتحمي المواليد من الأمراض التي تسببها البكتيريا الضارة، وبالتالي التقليل من مخاطر الإصابة بالإسهال ، ومقاومة الفيروسات والبكتيريا ، فحليب الأم يحتوي على أجسام مضادة.
وأضاف : هناك فوائد صحية عديدة للرضاعة الطبيعية فالأطفال الذين رضعوا طبيعيًا أقل عرضة للإصابة بالحساسية، السمنة، الربو، السكري، في مراحل لاحقة من حياتهم ، وإضافة إلى ذلك فالرضاعة الطبيعية تقلل من خطر الإصابة بالتهابات الأذن الوسطى وأمراض الجهاز التنفسي والهضمي ، وكذلك مختلف الأمراض مثل الإسهال، والالتهاب الرئوي، بجانب يعمل حليب الأم على تقوية الجهاز المناعي للطفل خلال الأشهر الأولى من حياته ، وتنمية مهارات التنظيم العاطفي والسلوكي لدى الأطفال ، وأيضًا الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية يكون لديهم مهارات أقوى على التحدث في عمر مبكر، ومهارات حركية أفضل.
ونوه البروفيسور الأغا أن حليب الأم يدعم صحة الطفل لأنه سهل الهضم في الأمعاء غير الناضجة ، كما يحتوي على أجسام مضادة تحمي من العدوى وتقوي المناعة ، ويحتوي على الكمية المناسبة من الدهون والسكر والماء والبروتين والفيتامينات لنمو الطفل ، ويعزز زيادة الوزن الصحي ، ويحدث تغييرات مستمرة في تركيبته لتلبية الاحتياجات الغذائية للطفل بمرور الوقت ، كما يحتوي على مواد تهدئ الطفل بشكل طبيعي.
وخلص البروفيسور الأغا إلى القول:
يبدأ الأطفال الرضاعة الطبيعية عادة في غضون الساعات الأولى للولادة، فالحليب الأول بعد الولادة (اللبأ) غني بالبروتينات والأجسام المضادة الضرورية للأطفال ، وهو يساعد جدًا في الحماية من الأمراض المعدية، كما أنه يشجع على نمو الجهاز الهضمي والدماغ ، وبذلك يجب أن تكون الرضاعة الطبيعية هي الغذاء الوحيد المقدم للطفل خلال الشهور الأولى من حياته ، ما يعني عدم الحاجة لأي أطعمة أو سوائل أخرى، أما بعد عمر 6 أشهر يمكن أن يبدأ الأطفال في تناول الأطعمة الآمنة لهذا العمر، مع الاستمرار في الرضاعة الطبيعية لمدة تصل إلى عمر 1.5 – 2 سنة.