استشاري : ” السكريون ” الجدد عليهم ضبط خطة رمضان مع أطبائهم

غيدا موسى – جدة
دعا أستاذ واستشاري غدد الصماء وسكري الأطفال بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين عيد الأغا ، مرضى السكري الجدد وتحديدًا النوع الأول الذين يعالجون بالانسولين بضرورة التنسيق مع الأطباء المعالجين لضبط الخطة العلاجية لشهر رمضان ، مبينًا
أن فئة مرضى السكري النمط الأول السابقين لديهم خبرة كبيرة في التعامل مع مرضهم في الشهر الكريم ، وكيفية صيام الشهر دون متاعب ، وخصوصًا مع استخدامهم أجهزة التحكم في المرض وإدارته بطريقة صحيحة ، وحسن التصرف والتدخل السريع عند ملاحظة أي عوارض تستوجب كسر الصيام تفاديا لأي مضاعفات خطيرة على الصحة واستنادًا برخصة وإجازة الشرع في الإفطار وكسر الصوم في حال اختلال نسبة سكر الدم والوصول ( لا قدر الله ) لمرحلة الغيبوبة السكرية ، وذلك في حال التعرض للدوخان وعدم الاتزان، التعرق الشديد، سرعة ضربات القلب، الرعشة، الزغللة، الشعور بالبرودة وانخفاض درجة حرارة الجسم، فكل هذه العلامات تعني انخفاض مستوى السكر في الدم.
وقال إنه يجب في ذلك الوقت تناول تمر أو عسل أو قطعة حلى تحتوي على السكريات البسيطة التي تساهم في رفع مستوى السكر في الدم، فالاستمرار في الصيام مع انخفاض السكر قد يعرض المريض للدخول في غيبوبة السكر لأن الجلوكوز هو الغذاء الأساسي للمخ، وقد يصل الأمر إلى مضاعفات خطيرة.
وبين أن قرار للصيام الآمن من عدمه عند مرضى السكري يعتمد على الحالة الصحية للمريض، فليس “كل مريض مثل الآخر” فهناك من لديهم مخاطر صحية منخفضة مقابل آخرين لديهم مخاطر صحية عالية، فإذا كان مريض السكري لديه انتظام جيد في مستويات السكر، فخطر الصوم على الصحة سيكون قليلا، أما إذا كان المريض لديه تقلبات السكر في الدم متفاوتة فعلى سبيل المثال تقلبات السكر ما بين 400 ملغ/ ديسيلتر في يوم وهبوط السكر إلى 50 ملغ / ديسيلتر في اليوم الآخر فخطر الصوم على الصحة سيكون عالياً.
ولفت إلى أن مراقبة نسبة السكر المتكررة (أمر) ضروري للصيام الآمن، فقد يعتقد بعض المرضى الذين يعانون من داء السكري ولا يستخدمون الأجهزة التقنية في التحكم بمرضهم أن فحص مستوى السكر في الدم خلال ساعات الصيام يجرحه، ولكن هذا ليس هو الحال، ففي الواقع التوصيات بزيادة مراقبة نسبة السكر أكثر من المعتاد أثناء الصيام للتأكد من بقاء قراءات السكر ضمن مستوى مقبول، كما أن مراقبة السكر في الدم بانتظام أثناء الصيام هو المفتاح لتجنب حالات الطوارئ الصحية، فالذين يستخدمون أجهزة مراقبة السكر المستمر قادرون على السيطرة على السكر في الدم في كثير من الأحيان.
ونصح البروفيسور الآغا في ختام حديثه جميع مرضى السكري بتأخير وجبة السحور قدر المستطاع لضمان أقصى استفادة من العناصر الغذائية الموجودة فيها، تناول وجبة سحور متوازنة ومتكاملة بعيدًا عن الدسم والدهون، وتحتوي على عناصر غذائية تستغرق وقت أطول في الهضم للحفاظ على مستوى السكر في الدم مثل الألياف الموجودة في طبق السلطة ، كما نصح مرضى السكري بتجنب بذل أي مجهود كبير خلال ساعات الصيام لتجنب انخفاض السكر، الحرص على شرب كميات معتدلة من الماء في الفترة بين الإفطار حتى السحور للحفاظ على نسبة السكر في الدم، وتنشيط الدورة الدموية، وتجنب لزوجة الدم، وضرورة تجنب الأطعمة التي تحتوي على نسبة مرتفعة من السكر والملح.