استشاري : تقرير البحوث العالمي يضاعف أهمية توعية النساء بـ”سرطان الثدي”

غيداء موسى – متابعات
أكد استشاري علاج الأورام بالأشعة الدكتور هدير مصطفى مير ، أن التقرير الصادر عن الوكالة الدولية لبحوث السرطان (فرعٌ متخصصٌ من منظمة الصحة العالمية)، والذي كشف أن حالات سرطان الثدي ستزداد عالمياً بنسبة 38 في المئة بحلول عام 2050، مبينًا أن سرطان الثدي ما زال يتصدر قائمة أورام السرطانات عند النساء على المستوى العالمي.
وتابع : المؤشرات الاحصائية التي ذكرتها وكالة بحوث السرطان العالمية تزيد من أهمية استمرار برامج التوعية بالفحص المبكر للمرض في جميع دول العالم وليس دولة بحالها ، باعتبار سرطان الثدي يحتل المرتبة الأولى عالميًا ، كما أن التدخل المبكر يعزز ويزيد من فرص الشفاء بنسبة أكبر ، وإجراء أشعة الماموجرام الدوري وتحديدًا بعد سن الأربعين هو أفضل وسيلة للكشف عن سرطان الثدي بشكل مبكر ، إذ يظهر الماموجرام علامات مبكرة للسرطان بفترة طويلة قبل أن تشعر به السيدة أو طبيبها أو يشاهدوا التغيرات ، وعندما يتم كشف ومعالجة سرطان الثدي بشكل مبكر تزداد نسبة الشفاء ، ولذا فإن إجراء الماموجرام بشكل دوري هو أفضل وسيلة لكشف سرطان الثدي بشكل مبكر ، كما تزداد أهمية فحص الماموجرام للعوائل التي سجلت لديها حالات إصابة بسرطان الثدي.
وعن أسباب استخدام أشعة الماموجرام لكشف سرطان الثدي قال د.هدير:
الماموجرام هو صورة للثدي بجرعة قليلة من الأشعة السينية (x)، ويتم استخدام الماموجرام لسببين: التحري والتشخيص ، ففي التحري بالماموجرام يجرى الكشف على النساء اللواتي ليس لديهن أعراض أو علامات لسرطان الثدي ، ويشمل عادة إجراء صورتي أشعة (x) لكل ثدي ، والهدف من التحري بالماموجرام هو كشف السرطان مبكراً، عندما يكون صغيراً جداً، ومن الصعب الشعور به من قبل المرأة أو طبيبها ، وكشف السرطان بشكل مبكر يزيد وبشكل كبير فرصة المرأة بالشفاء وبمعالجة أنجح ، أما التشخيص بالماموجرام فيستعمل عندما يكون لدى المرأة أعراض متعلقة بالثدي أو صورة ماموجرام غير طبيعية ، ويتم خلال التشخيص بالماموجرام إجراء عدة صور لدراسة الثدي بشكل دقيق ، وفي معظم الحالات تجرى صور خاصة تكبر منطقة صغيرة من الثدي، وتجعل القراءة أسهل، وفي بعض الأحيان يجرى للمرأة ماموجرام تشخيصي بعد فترة قصيرة من تحريها بالماموجرام، ويستعمل لفحص موجودات غير طبيعية تم العثور عليها بالماموجرام الأول.
وختم د.هدير حديثه بقوله:
يحدث سرطان الثدي عندما تنمو بعض خلايا أنسجة الثدي بسرعة وتتكاثر بصفة غير طبيعية إلى درجة تخرج فيها عن السيطرة مكونة كتلة ورمية في معظم الحالات ، وتستمر هذه الخلايا السرطانية في غزو الخلايا السليمة المجاورة في الثدي إذا لم يتم علاجها والقضاء عليها، وقد تمتد لتصل إلى العقد اللمفاوية القريبة ، كما يمكن أن تخترق أنسجة الثدي وتنتشر في الأعضاء القريبة، وربما تصل إلى أجزاء بعيدة من الجسم ، وينشأ مرض سرطان الثدي عادة من الغدد اللبنية المسؤولة عن إفراز اللبن (فصيصات الثدي) أو من المسارات التي تنقل اللبن إلى الحلمة (القنوات الثديية)، كما يمكن أن ينشأ أحيانًا من الأنسجة الدهنية أو النسيج الضام الليفي داخل الثدي.
يشار إلى أن تقريرٌ جديدٌ صادرٌ عن الوكالة الدولية لبحوث السرطان قد كشف أن حالات سرطان الثدي ستزداد عالمياً بنسبة 38 في المئة بحلول عام 2050، مع توقع ارتفاع الوفيات السنوية الناجمة عن المرض بنسبة 68 في المئة بحلول عام 2050، ووفقاً للنتائج التي نُشرت في مجلة “Nature Medicine”، فإنه إذا استمرت الاتجاهات الحالية، فسيشهد العالم 3.2 مليون حالة إصابة جديدة بسرطان الثدي، و1.1 مليون حالة وفاة مرتبطة به سنوياً بحلول منتصف القرن ، فكل دقيقة، يتم تشخيص أربع نساء بسرطان الثدي في جميع أنحاء العالم، وتموت امرأة واحدة بسبب المرض، وهذه الإحصائيات تزداد سوءاً ، ودول العالم يمكنها تخفيف أو عكس هذه الاتجاهات من خلال تبني سياسات الوقاية الأولية، مثل توصيات منظمة الصحة العالمية للحد من الأمراض غير المعدية، والاستثمار في الفحص المبكر والعلاج.