الأطفال الأيتام وذوو الظروف الخاصة… قلوبٌ تنتظر الاحتواء

بقلم: د. وسيلة محمود الحلبي
كاتبة وإعلامية – سفيرة الإعلام العربي
الطفولةُ عنوان البراءة، وأجمل مراحل الحياة، وكل طفلٍ في هذا العالم له حقٌ مقدّس في الحماية والرعاية والحب. لكن من بين هؤلاء الأطفال، تبرز فئتان تحتاجان إلى اهتمامٍ مضاعف، هما: الطفل اليتيم، والطفل من ذوي الظروف الخاصة؛ فهؤلاء لم يختاروا فقد الأبوين، أو أن تُكتب بدايتهم دون أسرةٍ تحيطهم بالحنان.
لقد أولى الإسلام الطفل اليتيم عنايةً كبيرة، وحذّر من قهره أو تجاهله، فقال تعالى: “فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ” “الضحى: 9”
كما بشّر النبي محمد صلى الله عليه وسلم من يكفل اليتيم بقربه في الجنة: “أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا”، وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى.
أما الطفل من ذوي الظروف الخاصة، فهو أكثر حساسية، لأنه نشأ بلا معرفة والديه، أو حُرم من نسب واضح، وهذا لا يقلل من قيمته، بل يزيد من مسؤوليتنا في احتضانه ودعمه وتمكينه من الحياة الكريمة.
وفي المملكة العربية السعودية، حظيت هذه الفئة الغالية باهتمام خاص من القيادة الرشيدة، ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية والمركز الوطني للدراسات والبحوث الاجتماعية، والمؤسسات الاجتماعية، وعلى رأسها الجمعيات الخيرية وعلى رأسها جمعية كيان للأيتام ” التي تبذل جهودًا ملموسة في تمكينهم وتجويد حياتهم وتعليمهم، ودعمهم النفسي، وتأهيلهم المهني والاجتماعي، حتى يكونوا أفراد فاعلين في المجتمع.
إن الواجب تجاه هؤلاء الأطفال لا يقتصر على توفير الطعام والمأوى، بل يتعداه إلى تأمين الكرامة، الهوية، والانتماء. فهم لا يحتاجون نظرة شفقة، بل نظرة مساواة وعدالة وإنصاف.
ومضة شعرية:
يا من نشأتَ ولا أبٌ يرعاكُمُ
أنتَ الكريمُ وإن قسا دهرُ العنا
ما اليتـمُ عيبًا، بل وسـامُ عزةٍ
يكفيكَ فخرًا أن رعاكَ المُحسنا
ما ذنب طفلٍ لم يجد حضنًا دفا
قد ضاع بين الناس، يلقى المِحنَا
لكن في الأمل الكبير عزاؤنا
والخير في قلوبٍ تسُرّ المُعْوَنَا
فكُن لليتيم أبًا، وكن ملجًا لمن
عاش الحياةَ وحيدَ روحٍ مُعلنا
وبعد:
إن حماية الطفل اليتيم وطفل ذوي الظروف الخاصة، مسؤولية مجتمعية وأخلاقية، يجب أن تتكامل فيها جهود الأفراد والمؤسسات. فلنُشعل شمعة في دروبهم، فهم أحق الناس بالنور، وأجدرهم بالعطاء، فلعلّهم يومًا يكونون قادة، أطباء، معلمين، أو صناع تغيير، فقط لأننا آمنّا بهم وبقدراتهم.