التقرير الشهري للدوريات العالمية: نيويورك بوصفها “بابل الحديثة”

الوطن نيوز ـ واس
رصد التقرير الشهري لأبرز المجلات والدوريات العالمية ما شهدته من تنوع في تناولها للقضايا والتوجهات والمستجدات في قطاعات الأعمال، والتكنولوجيا، والتصميم.
جهود الحفاظ على التراث الثقافي والغذائي
سلّطت مجلة ناشيونال جيوغرافيك (National Geographic) الضوء في مقالها “مدينة الـ 700 لغة” على مكانة مدينة نيويورك بوصفها الأكثر تنوعًا لغويًا على مستوى العالم لتحدُّث سكانها أكثر من 700 لغة نتيجة لقرون من الهجرة، ما جعلها “بوتقة لغوية” فريدة.
ونبّه المقال إلى أن هذا التنوع أصبح مهددًا مع تغير أنماط الهجرة، مما يدفع اللغويين إلى سباق مع الزمن للحفاظ على “بابل الحديثة”.
وفي سياق آخر، أظهر تقرير مجلة نيوزويك (Newsweek) بعنوان “كيف تحافظ اليابان على تقاليد الطعام” الجهود التي تبذلها الشركات اليابانية لصون ثقافتها الغذائية، المعروفة باسم “الواشوكو” (washoku)، لتوريثها للأجيال المقبلة.
وأبرز التقرير سعي هذه الشركات إلى الموازنة بين الأصالة والتوطين لضمان المحافظة على التقاليد، وخاصةً ضمن نطاق الأسرة.
وتطرق إلى جهود قادة الصناعات الغذائية في الجميع بين الابتكار والحفاظ على الأساليب التقليدية؛ مشيرًا إلى أن إحدى الشركات المتخصصة في إنتاج “الكوجي” (koji) و”الميسو” (miso) أعادت إحياء طريقة “أويكي-كوجي ميسو” (oiki-kouji miso) التي كان معمولًا بها قبل 70 عامًا.
دور التكنولوجيا في الصناعة والمجتمع
استعرضت مقالة “المصانع الذكية تدفع عجلة المستقبل الصناعي لكوريا” من مجلة نيوزويك (Newsweek) التقدم الذي أحرزته كوريا الجنوبية في قطاع التصنيع، مسلطةً الضوء على مجمع مصانع هيونداي موتور في مدينة أولسان، حيث يُعزى نمو صادرات السيارات الكورية إلى التركيز على إنتاج “مركبات ذات قيمة مضافة، وصديقة للبيئة، وذات تقنية عالية”.
وأشارت إلى أن كوريا الجنوبية ومن باب تعزيز مكانتها التنافسية، وضعت أولوية قصوى للتحول الرقمي، من خلال “إستراتيجية الابتكار الصناعي والتسريع الرقمي 2023-2027″، التي تهدف إلى تطوير المصانع الذكية ضمن سلاسل التوريد، مبينة أن هذه الإستراتيجية تتضمن دمج تقنيات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والتوائم الرقمية؛ بهدف تقليل تدخل العنصر البشري في المصانع ذاتية التشغيل.
وأكدت المقالة الأهمية المتنامية للأمن السيبراني وثقافة الأعمال المرنة التي تتبناها الشركات الكورية الصغيرة والمتوسطة للبقاء في صدارة المنافسة العالمية.
تأثير البيئة والعمارة على الرفاه البشري
تستكشف مقالة “التصميم من أجل العقل” في مجلة نيوزويك (Newsweek) مجال الهندسة المعمارية العصبية، بوصفه مجالًا ناشئًا يُعنى بتأثير البيئات العمرانية على الدماغ، والسلوك، والعواطف لدى الإنسان.
وأشارت المقالة إلى المقارنة التي قامت بها المهندسة المعمارية أليسا أنسيلمو -في مقطع فيديو- بين المكاتب التقليدية والمستشفيات ذات التصميم الجاف، والبدائل الأكثر إلهامًا التي تتميز باللمسات الطبيعية والإضاءة الجيدة، لتؤكد أن “محيطنا يؤثر فينا على مستوى اللاوعي”.
ومن أبرز ما تطرحه المقالة أن العناصر الطبيعية مثل ضوء الشمس، والمساحات الخضراء، وأصوات الطبيعة، لها تأثيرات إيجابية وملموسة على كيمياء الدماغ والصحة العاطفية.
وتختتم المقالة باقتباس لأنسيلمو التي ترى أن الأفراد قد اعتادوا على العيش في بيئات باهتة وخالية من الحياة لأنها أقل تكلفة وأسرع في البناء، لكنها تؤكد أن التصميم المتميز لا يُقاس بالتكلفة، بل بالتفكير العميق، والوعي الذاتي، وشعور المرء بارتباطه مع محيطه.
وفي تقرير حمل عنوان “المواهب الخفية للمخلوقات غير المحببة في الطبيعة”، ناقشت مجلة ناشيونال جيوغرافيك (National Geographic) الدور الخفي للحيوانات الأقل جاذبية في التوازن البيئي.
وأشار إلى فكرة أن بعض الكائنات الحية تعاني “أزمة صورة نمطية”، إذ إنه في الغالب ما تمتلك هذه الحيوانات صفات قد لا تكون جذابة، لكنها في الحقيقة خصائص فريدة تمثل “قواها الخارقة”.
وسلط التقرير الضوء على أهمية بعض الكائنات الحية، مثل النسور، التي تتناقض صورتها النمطية بأنها ناقلة للأمراض مع دورها الفعلي في الواقع، إذ تعمل “منظفات طبيعية” تلتهم الجيف المتحللة، مما يمنع انتشار الأوبئة.
وبيّن أن هذه الحيوانات التي لا تمتلك جاذبية تحظى بتمويل زهيد لجهود الحفاظ عليها مقارنة بالحيوانات التي تتمتع بشعبية واسعة.