الحرف اليدوية بوابة تمكين ذوي الإعاقة نحو الاستقلال والإبداع

 

نجلاء المرزوق / الدمام

في عالم يتسارع نحو الرقمنة والتكنولوجيا، تظل الحرف اليدوية أحد أصدق أشكال التعبير الإنساني، وأداة فعالة لتمكين الفئات الأكثر احتياجًا، وعلى رأسهم ذوي الإعاقة. فالحرفة ليست مجرد مهارة، بل هي وسيلة للاندماج، والاستقلال الاقتصادي، وبناء الثقة بالنفس.

من هذا المنطلق، يبرز دور مركز براعة القمة لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة كمثال يحتذى في دعم وتمكين ذوي الإعاقة من خلال توفير ورش تدريبية متخصصة في الحرف اليدوية. هذه الورش لا تقتصر على تعليم المهارات فحسب، بل تُصمم لتكون بيئة محفزة وآمنة، تراعي احتياجات المستفيدين وتمنحهم فرصة حقيقية لاكتشاف قدراتهم وتطويرها.

ورش متنوعة تلبي الطموح ‘ يقدم المركز مجموعة من الورش في مجالات متعددة مثل: صناعة الشموع و الصابون والعطور – التطريز والخياطة- الفخار – الجبسيات – الديكوباج – الطباعة

كل ورشة تُشرف عليها نخبة من المدربين المؤهلين، وتُراعي التكيف مع قدرات المشاركين الجسدية والذهنية، مما يضمن تجربة تعليمية فعالة وممتعة .

أثر ملموس على حياة المشاركين ‘ العديد من المستفيدين من هذه الورش استطاعوا تحويل مهاراتهم إلى مشاريع صغيرة من خلال مواقع التواصل الاجتماعية ( الانستغرام )، تدر عليهم دخلًا وتمنحهم شعورًا بالإنجاز والاستقلال. كما ساهمت هذه المبادرات في تغيير نظرة المجتمع تجاه قدرات ذوي الإعاقة، وتعزيز ثقافة الشمول والاحترام.

شراكات مجتمعية ودعم مستدام‘

لا يقتصر دور مركز براعة القمة على التدريب فقط، بل يسعى إلى بناء شراكات مع جهات مختلفة لتوفير فرص تسويق المنتجات، وتنظيم معارض دورية، وقد شارك المركز مع هيئة تطوير المنطقة الشرقية وهيئة التراث في معرض الشرقية للحرف اليدوية المقام في سايتك من خلال تعريف المجتمع بمهارات وقدرات الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال عرض أعمالهم

إن تمكين ذوي الإعاقة من امتلاك حرفة ليس مجرد عمل خيري، بل هو استثمار في طاقات كامنة، ومساهمة في بناء مجتمع أكثر عدالة وتنوعًا.

ختاماً نثبت بأن بالإرادة والتخطيط، يمكن تحويل التحديات إلى فرص، والاحتياج إلى إنتاج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com