الحل بسيط… فِرفْقًا بهم.

جميلة الزحيفي الجوف.
كم أشفق على طلاب وطالبات الصف الأول الابتدائي، تندب الأمهات حظهن دائما :(ابني لايفهم، ابنتي لاتعرف، ابني ينسى، ابنتي أتعبتني)، والنفسية مُتْعبة ، والقلق مسيطر على المنزل، والتوتر ملازم له، فماالسبب؟؟.
لماذا أصبحت المواد الدراسية تمثل رعبا؟؟ولماذا في وقت الدراسة والمراجعة والتقويم تُعلَن حالات الطواريء؟؟. فلاراحة ولانوم ولا لعب ولاهدوء، مالسبب الرئيسي لكل هذا؟؟؟. وماالحل؟؟.
ما الذي جعل مرحلة أول ابتدائي صعبة وهي في غاية السهولة، وماالذي جعل أولياء الأمور يتوترون والحل بسيط؟ وماالذي تسبب في تأخر هؤلاء الأطفال دراسيا والموضوع سهل؟.
الموضوع ببساطة أن بعض أولياء الأمور كمن اشتروا لابنهم أو ابنتهم سيارة وقالوا لهم:هذه إشارات المرور اعرفوها، وهذه اللوحات المرورية احفظوها، وهاكم السيارة قودوها (ولم يعلموهم قواعد القيادة ولا كيفيتها)، تماما كما الدراسة يطلبوا من أبنائهم أن يقرأوا ويكتبوا ويجمعوا ويطرحوا، ولم يعلموهم الحروف ولا الحركات ولا الأرقام.
كيف لهذا الطفل أن يقرأ وهو لايعرف الحروف، وإن فرضنا أنه يعرف الحروف، فهو لايعرف كيف ينطقها بالحركات، وإن فرضنا أنه نطقها بالحركات لم يعرف كيف يكتبها بطريقة صحيحة، وقس عليها الأرقام، كيف يجمع ويطرح وهو لايعرف الأرقام؟ وإن عرف بعضها لم يميز بينها، فتراه لايميز رقم ٩من ٧ أو ٦،ولايفرق بين ٨و٧،ولا بين ٢و ٦.
يا أولياء الأمور… رفقا بأبنائكم… تريدونهم متفوقين؟: أأسسوهم من البداية (إتقان الحروف قراءة وكتابة وبالحركات الأربعة، إتقان الأرقام نطقا وكتابة وتميبزها) وبعد ذلك ابدأوا معهم شيئا فشيئا.
لاتطلبوا منهم أن يتقنوا شيئا لم يعرفوا أساسياته، أتعبتموهم وأتعبتم أنفسكم.
كل شخص لدى طفله مشكلة في التعلم ابدأ به من الصفر وستجد الخلل، وتذكر أن العلم مثل البناء لابد من قواعد راسخة ليثبت ويرتكز عليه.
ولاتقولوا: فات الوقت، فالبداية الصحيحة تعني الإتقان والتمكن بكل وضوح.