الدكتور الصبان يناقش أزمات الاقتصاد الدولي في أسبوعية القحطاني

جدة – ماهر بن عبدالوهاب
افتتحت أسبوعية القحطاني موسمها الرابع عشر أمس الأربعاء، الثاني والعشرين من أكتوبر، بمحاضرة للأستاذ الدكتور محمد سالم الصبان الاقتصادي القدير بعنوان (أزمات اقتصادية عالمية أحاطت بالعالم أجمع)، وأدارها الأستاذ الدكتور مدني علاقي.
بدأت الأمسية بترحيب صاحب ومؤسس الأسبوعية الدكتور عبدالمحسن القحطاني بالضيف ومدير المحاضرة، مثنياً على محاضرة الدكتور علاقي سابقاً، وعلى كتاباته العطرة.
وفي سابقة في الأسبوعية، كان مدير المحاضرة هو أستاذ المحاضر، وذكّر الحضور بأنها ليست أول محاضرة للدكتور الصبان في الأسبوعية شاكرًا له على تلبية الدعوة ليفيد الحضور بعلمه.
أسبوعية القحطاني ترحب بالخبير الاقتصادي د. الصبان :
عقب ذلك الكلمة الترحيبية للدكتور مدني علاقي، ثم سرد السيرة الذاتية للضيف كونه كان طالباً ثم زميلاً له في جامعة الملك عبدالعزيز، وعبّر عن قيمة الضيف ومكانته، مستذكراً بعضاً من ذكريات أيام دراسته ومسيرته التعليمية، واصفاً له بالمناور الذكي في المؤتمرات والمحاور الفذ، ولد وعاش في مكة المكرمة وتخرج في جامعة الملك عبدالعزيز.
تدرج فيها حتى درجة الأستاذ الدكتور، شغل عدة مناصب اقتصادية ودولية، وكان رئيساً لعدة وفود للمملكة في الأمم المتحدة، وكان مستشاراً لعدة وزارات كالصناعة والبترول والثروة المعدنية وغيرها من المناصب البرّاقة والمرموقة دولياً.
الصبان: الولاية الثانية لترامب أثرت على الوضع الاقتصادي العالمي :
واستهل الضيف في محاضرته بعد ثنائه على حديث مدير المحاضرة والمضيف، مشيراً إلى حضوره السابق في الأسبوعية منوهاً عن اختلاف الموضوعات، وأن التغير الاقتصادي خلال آخر عامين منذ وفود الرئيس ترامب في ولايته الثانية، الذي أكد على عدم صحة نيته تجاه بعض الأمور الدولية مثل الرسوم الجمركية وغيرها، ليتعجب العالم من تصرفاته ليصل الأمر سريعاً لمظاهرات شعبية، غير أن حلفاءه الأوروبيين بدأوا يختلفون معه، ليكتشف العالم أجمع كذبه في العديد من الأمور.
ومن أكثر الأحداث التي أبرزت ذلك هي حرب غزة، التي لم تزعجه المجازر في حق الشعب الفلسطيني، فقط ما أزعجه صورة إسرائيل الذهنية، تاركاً جل الأزمات حول العالم مناكفاً في الصين، ولم تسلم منه الهند والدول الإفريقية أيضاً، مما قد يؤدي إلى ما يجعل الكونجرس يتدخل لعزله إذا تفاقمت الأمور، ولا يكل عن تحجيم الدول وإجبارها للعدول عن قراراتها السيادية وإذا لم تقبل يهددهم بفرض رسوم جمركية.
الصبان: السعودية توجهت لتنويع مصادر الطاقة :
ويذهب العالم حالياً إلى حالة من الركود الاقتصادي كتبعات لسياسات دونالد ترامب، ليكون ارتفاع الأسعار عالمياً أمراً منطقياً للغاية، وعلى المستوى المحلي نظراً للوضع الراهن مع وجود رؤية 2030 الخاصة بالمملكة العربية السعودية لا بديل عن الاستمرار بمشاريعها، لدفع حالة الاقتصاد والمحافظة عليها، وتطوير قطاع التعليم أهم مظهر لذلك الأمر، ومرحلة تنويع الاقتصاد ليست مرحلة قصيرة المدى، ونأمل أن نحقق في 2030 80% من النسبة المرجوة، وفي اجتماعات مع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان نخطط لما بعد 2030.
بالنسبة لقطاع البترول والطاقة فتوجهت المملكة لتنويع تلك المصادر من غاز طبيعي ويورانيوم وغيرها، وهذا ما يتلخص من الأمور التي كنت أود الحديث فيها.
مداخلات ضيوف أسبوعية القحطاني
وبدأت المداخلات بـ د. محمود الثمالي، أ. مشعل الحارثي، د. يوسف العارف، د. محمد حمدان آل حفيان، د. مروان طيب، د. إسماعيل كتب خانة، الإعلامي محمد الراعي، م. سعيد فرحة الغامدي، المستشار إحسان طيب، د. علي العمري، د. صبحي حداد، د. محمد فريح الحارثي، د. إبراهيم نتو، أ. حامد الزويد العتيبي، أ. علي محمد مدهش.
دكتور سالم الصبان: سياسات ترامب أثرت على أسعار الذهب :
ليستفيض الضيف في تعقيبه على المداخلات، مؤكدا أن سياسات ترامب أثرت على أسعار معادن مثل الذهب وغيرها، وهناك مجموعة أنشئت مؤخراً إسمها “البريكس” تضم المملكة وغيرها من الدول لإقامة حلول اقتصادية قوبلت بالهجوم أيضاً من قبل الرئيس ترامب، ووصلت المملكة لنسبة %54 لتنوع مصادر الطاقة بعيداً عن النفط، حيث تخضع أسعار النفط لتقلبات شديدة ويضغط الرئيس ترامب لخفض سعر البرميل إلى 50 دولارا، وهذا ما يستحيل وتسعى الأوبك بلس، إلى حصول استقرار في 2026، وأتوقع أن يستقر سعر البرميل بين 60 و65 دولارا للبرميل، يخشى ترامب أن تجتمع وتتفق كل الدول النفطية على عدم ضخ البترول حول العالم، وتعد السعودية أول الدول المحمية من هذا الصراع، هنالك لجنة متخصصة في رقابة ميزانية المشاريع داخل المملكة رغم زيادة الأعباء، وقد يؤدي الضغط على الدول البترولية إلى أزمة عالمية أسوأ، معايير أمريكا كلها معايير مزدوجة ومضرة وتفتك بالاقتصاد العالمي.
لتختتم الأمسية بتكريم أ. محمد الطيب للضيف، وتكريم د.زهير نواب، لمدير المحاضرة، ويدعو المضيف بعدها الحضور لمأدبة العشاء.