الدنيا تَلفُّ وتَدور

 

الكاتبة لمياء المرشد

الدنيا، بما تحمله من أقدار وأسرار، تَلفُّ وتَدور كما تدور عجلة الحياة. إنها مسرح كبير، يلعب فيه كل منا دوره، تتغير فيه الأدوار والمواقع، فتارة نحن في القمة نبتسم للحياة، وتارة أخرى نجد أنفسنا في الأسفل نتعلم الصبر ونستعد للنهوض من جديد.

الدنيا ليست ثابتة، فكما يأتي الليل يعقبه النهار، تأتي لحظات الفرح مصحوبة بأوقات من الحزن، ونعيش النجاح بعد الفشل، والسعادة بعد المشقة. إنها سنة الحياة، وكل ما نمر به يشكل جزءاً من رحلتنا التي تعلمنا أن كل شيء مؤقت، وكل شيء يزول ليُفسح المجال لما هو جديد.

عندما تدور عجلة الدنيا، قد نجد أن ما زرعناه بالأمس نحصده اليوم. قد تكون دورة الأيام فرصة لتصحيح الأخطاء، وإعادة النظر في قراراتنا، وبناء علاقات جديدة. لذلك، لا تستسلم إن شعرت بأن الدنيا تدور ضدك، لأنها في لحظة ما ستدور لصالحك.

الحكمة تكمن في تقبل هذه الدورة الطبيعية. فلا فرح يدوم ولا حزن يبقى، المهم أن نحافظ على إيماننا وصبرنا. أن نعيش اللحظة، ونسعى للخير لأنفسنا وللآخرين. فكما تدور الدنيا، تعود لنا أفعالنا، إن خيراً فخير، وإن شراً فشر.

الدنيا مدرسة، ودروسها تأتي بطرق مختلفة، بعضها صعب وبعضها بسيط، لكنها جميعاً تشكلنا وتبني شخصياتنا. ومع كل دورة، نتعلم أن الأهم ليس أين نحن الآن، بل كيف نتعامل مع اللحظة وما نفعله لنتقدم.

فلنتذكر دائماً أن الدنيا، رغم دورانها، تمنحنا فرصاً جديدة في كل يوم. علينا أن نتمسك بالأمل، ونؤمن بأننا قادرون على مواجهة أي تحدٍ، وأن الأيام الجميلة قادمة لا محالة، مهما طال انتظارنا لها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى