الذين يرحلون في المنام إلى الحقيقة

 

بقلم / سميرة الألمعي

صباح يوم السبت الثامن من فبراير لصلاة فجراً.. علمت يقيناً ان هذا آخر يوم لخالي في هذه الدنيا .. كما علمت قبلها بموت أمي واستشهاد اخي ..ألن يكون غريباً أن تعرف في المنام ويأتي من يخبرك ثم يتركك للفجيعة قبل أن تحدث.

يوم أن استشهد اخي أتى هذا الآتي في حلم عجيب وقال “ستفتقدين أحد أفراد أسرتك”

استيقظت من نومي فزعة وقلت لابد أنه من الشيطان  فتعوذت منه ونفثت عن يساري ثلاث مرات وعدت للنوم مجدداً..

وما أن استيقظت لصلاة الظهر .. وتوظأت وانهيت الركعة الأولى وبدات ف الثانية حتى بدأت أسمع أصوات البكاء يزاحم صلاتي، أمي وأختي في موجة بكاء حزينة ً

ولم أعلم حينها هل تمت صلاتي وانهيتها أم تمت على عجل ونقص.

ذهبت اليهم وماكانت خطاي تحملني .. وأكاد أسمع قلبي في تسارعه الفظيع وكأنه خارج صدري .. والكثير من المشاعر التي لا أعرف كيف أصفها لكم أو أعبر عنها حتى.. لأنها الفجيعة في وقوعها!!

كان أخي يجلس في جهة أخرى قريبة في بكاء مرير متصل ..

وأي دموع رأيت ذلك اليوم، كلاً يبكي بكل ما أوتي من قوة

تذكرت منامي الذي رفضته من حينه كما رفضته حين استيقضت ..

اخذت أسأل : ماذا حدث وأخي يواصل بكائه وأمي واختي في شغلهم الشاغل بالدموع الساخنة

ويقول لي :” أذكري الله واجلسي”

عدت للسؤال بصوت أعلى

وأعاد جملته مرة اخرى : ” اذكري الله واجلسي ..”

ثم قالها “أبو بدر استشهد على الحد الجنوبي”

عاد الصوت الذي زارني في المنام ( ستفدقدين أحد أفراد. أسرتك. )

ذهب أخي نعم ذهب ! ثم قلت الحمد لله الحمد لله .. وإنا لله وإنا إليه راجعون وأغمضت عيني لأنضم لركب الباكين..

اما في يوم موت أمي فقد رايتها ف المنام في أبهى الحلل كالعروس مزينة وأخذت تمشي وتتقدم نحو أبي الذي قد سبقها بسنوات وكأن قد أفرحه قدومها

استيقظت من الحلم والنوم أفكر هل هو الشيطان الرجيم يريد إحزاني  أو رسالة متقدمة .. !!

دعوت الله في حينه ان يختار الخير لوالدتي فهي تحت رحمته وعلى  جهاز التنفس الصناعي بعد ان امتصّ كورونا هواء رئتيها وتركها تتناقص يوماً بعد يوم..

سألته أن يصبرني وإخوتي ويربط على قلوبنا..

ومضى ذلك اليوم وأنا أترقب .. وانتظر وألهج بالدعاء يارب هون على حبيبتي أمي كل ما تمر به .. واجعله تكفيراً وتمحيصاً .. وبوابة لدخول فردوسك الأعلى من الجنة

وحين اقترب مغرب ذلك اليوم انتقلت إلى رحمة الله تعالى

وعدت أنا وأخي السابق وأختي ايضاً  نكرر المشهد السابق من جديد باختلاف بسيط.

هذه المرة كنت أصلي المغرب .. وسمعت صوت بكاء اختي .. انهيت الصلاه وقلت يارب صبرني وكن عوني وسندي

ذهبت أرى الأمر وكلاً منهم دموعه كالسيل الجارف تأبي الوقوف لثانية

سألت أخي هل ماتت امي ؟؟

فأومأ براسه نعم ..

قلت الحمد لله الحمد لله وإنا لله وإنا اليه راجعون

كانت على استعداد ان تنهمر دموعي دوون توقف فسمحت لها.

اما فقيدي خالي …

(محارب السرطان ) .. فقد حارب حتى آخر لحظة وانتصر وفاز بالجنة

رأيت في صباح ذلك اليوم في منامي كاني أقرأ في شاشه قد كتب عليها انتقل خالي إلى رحمة الله تعالى .. دعواتكم له

استيقظت  ويالثقل الشعور حينها وكآبة الموقف، صليت الفجر وسالته ابنته عنه وكان ردها (إن شاء الله انه إلى خير .. )

وكان إلى خير فعلا كما قالت ..

عدت للنوم واستيقظ منتصف الصباح وامسكت بهاتفي واذا بي اقراء رسالة منها تخبرني فيها انه انتقل الى رحمة الله تعالى ..

انتقل إلى النعيم المقيم وذهب إلى دار الكرامه وحيث جنة الفردوس إن شاء الله.

أما انا فهل لي بأقراص مضادة للمنامات ؟؟

هنيئا لمن ينام ويصحو بلا منامات تصبح حقيقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى