الرجاءُ المستحيلُ

هاشم بن علي الكاف

بعيدًا عنك يُنكرني السبيلُ
ويسرقني من الناسِ الرحيلُ

أجرُّ الحزن في دربٍ طويلٍ
كأنّ العمرَ ما فيهِ البديلُ

تركتُ الروح في كفِّ المُنى
وغابت عن عيوني تستميلُ

أقلبُ في وجوهِ الصمتِ شوقي
ومافي الصمتِ ما يشفي الغليلُ

كأنك كنتَ موطن كلِّ ضوءٍ
فبَعدكْ تساوى الظل و الظليلُ

أنا المنفيّ من دفءِ الليالي
أنا الوهمُ المسافرُ والقتيلُ

أداري بالحنين جراح قلبي
ويخذلني الرجاء المستحيلُ

تبعثرت الخطى والليل وحدي
يؤانسني منها النسيم العليلُ

أحنُّ إلى تفاصيل جمالها
إلى عطرٍ تناثرَ وقت المقيل

أحنُّ إلى الحديث بكل همسٍ
الى العطف يا ذاك الاصيلُ

فيا من كنت لي وطنَ الليالي
غريبُ الدار … ما عندي دليلُ

سأمضي والحنينُ يشدّ ظهري
كأني دون ذاكرتي نزيلُ

فإن مرّت بك الذكرى خفيفًا
فقل: مرّ الغريب… ولا سبيلُ

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com