السعودية ترسم مستقبلها الأخضر: الانضمام لاتفاقية الأراضي الرطبة وتطوير محمية الملك سلمان

 

الكاتبة ليلى يوسف الصالح

في إطار رؤية المملكة 2030، تسعى المملكة العربية السعودية إلى تعزيز الاستدامة البيئية وحماية التنوع البيولوجي. تعكس هذه الجهود انضمام المملكة إلى اتفاقية الأراضي الرطبة وإطلاق مبادرة السعودية الخضراء، التي تهدف إلى تحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة.

• انضمام المملكة إلى اتفاقية الأراضي الرطبة

في مايو 2024، أعلنت المملكة العربية السعودية انضمامها إلى اتفاقية الأراضي الرطبة وهي معاهدة دولية تهدف إلى الحفاظ والاستخدام المستدام للأراضي الرطبة. يشمل هذا الانضمام حماية مواقع سعودية مثل بحيرة الأصفر وسبخة الجبيل والمستنقعات في جزر فرسان، التي تعتبر موائل حيوية للعديد من الأنواع النباتية والحيوانية المهددة بالانقراض.

• أهمية الأراضي الرطبة

تُعتبر الأراضي الرطبة من النظم البيئية الأكثر إنتاجية وتنوعًا، حيث تلعب دورًا هامًا في تنقية المياه، والحماية من الفيضانات، وتخزين الكربون، مما يساهم في التخفيف من آثار التغير المناخي. انضمام المملكة إلى اتفاقية رامسار يعزز جهودها في الحفاظ على هذه البيئات الحيوية.

• تطوير محمية الملك سلمان

تعد محمية الملك سلمان بن عبد العزيز الملكية واحدة من أكبر المحميات في المملكة، وتمثل نموذجًا رائدًا في حماية البيئة والتنوع البيولوجي. تهدف المحمية إلى حماية الأنواع النادرة والمهددة بالانقراض وتعزيز السياحة البيئية.

• أهمية تطوير محمية الملك سلمان

– حماية الأنواع النادرة: تحتوي المحمية على العديد من الأنواع الحيوانية والنباتية النادرة، بما في ذلك النمر العربي والمها العربي.

– تعزيز البحث العلمي: توفر المحمية بيئة مثالية للدراسات والأبحاث العلمية في مجالات البيئة والتنوع البيولوجي.

• تنمية السياحة البيئية: تسهم المحمية في جذب السياح من داخل وخارج المملكة، مما يعزز الاقتصاد المحلي ويوفر فرص عمل للمجتمعات المحلية.

• جهود المملكة في تطوير السياحة البيئية المستدامة

تعمل المملكة على تعزيز السياحة البيئية المستدامة من خلال عدة محاور:

• إنشاء المحميات الطبيعية

بالإضافة إلى محمية الملك سلمان، قامت المملكة بإنشاء العديد من المحميات الأخرى مثل محمية جزر فرسان ومحمية الوعول، التي تهدف إلى حماية البيئات الطبيعية الفريدة والتنوع البيولوجي فيها.

• مبادرة السعودية الخضراء

تأتي مبادرة السعودية الخضراء كجزء من رؤية المملكة 2030، وتهدف إلى تحسين جودة الحياة من خلال حماية البيئة وتطوير السياحة البيئية المستدامة. تسعى المبادرة إلى زراعة 10 مليارات شجرة، وزيادة نسبة المناطق المحمية إلى أكثر من 30% من مساحة المملكة، وتعزيز الطاقة المتجددة.

• أهداف المبادرة

– تحسين جودة الهواء: من خلال زراعة ملايين الأشجار التي تساهم في امتصاص ثاني أكسيد الكربون.

– حماية التنوع البيولوجي: عبر إنشاء المزيد من المحميات الطبيعية وحماية الأنواع المهددة بالانقراض.

– تعزيز السياحة البيئية: من خلال تطوير مواقع طبيعية مستدامة تجذب السياح وتدعم الاقتصاد المحلي.

• جهود المملكة في تطوير السياحة البيئية المستدامة

تعمل المملكة على تعزيز السياحة البيئية المستدامة من خلال عدة محاور:

• تطوير البنية التحتية للسياحة البيئية

استثمرت المملكة في تحسين البنية التحتية للمواقع البيئية، من خلال إنشاء ممرات للمشاة، ومرافق للإقامة، ومراكز زوار تقدم معلومات تثقيفية حول البيئة والتنوع البيولوجي.

• تعزيز التعليم والتوعية البيئية

أطلقت المملكة العديد من المبادرات التوعوية والتعليمية لتعزيز فهم الجمهور بأهمية الحفاظ على البيئة، بما في ذلك برامج تعليمية في المدارس وحملات توعية عامة.

•تشجيع السياحة المستدامة

تعمل المملكة على تشجيع السياحة المستدامة من خلال تنظيم رحلات ونشاطات بيئية مثل الرحلات الجبلية والغوص في المحميات البحرية، مما يعزز وعي السياح بأهمية الحفاظ على البيئة.

•الإحصائيات والنتائج

– نمو السياحة البيئية: شهدت السياحة البيئية في المملكة نموًا ملحوظًا، حيث ارتفع عدد الزوار للمحميات الطبيعية بنسبة تزيد عن 20% في السنوات الأخيرة.

– المشاركة المجتمعية: ساهمت جهود المملكة في توفير فرص عمل جديدة وتحسين مستوى المعيشة للمجتمعات المحلية.

– الحفاظ على التنوع البيولوجي: ساهمت مشاريع حماية الأراضي الرطبة والسياحة البيئية في حماية العديد من الأنواع المهددة بالانقراض.

•الأمثلة الناجحة

– مشروع البحر الأحمر: يهدف إلى تطوير سياحة مستدامة على طول ساحل البحر الأحمر، مع الحفاظ على النظام البيئي البحري.

– الدرعية التاريخية: نموذج للسياحة الثقافية والبيئية المستدامة، حيث تم ترميم الموقع التاريخي مع الحفاظ على البيئة المحيطة.

يعكس انضمام المملكة العربية السعودية إلى اتفاقية الأراضي الرطبة وإطلاق مبادرة السعودية الخضراء التزامها بحماية البيئة وتعزيز التنمية المستدامة. من خلال هذه الجهود، تبرز المملكة كلاعب رئيسي في الجهود العالمية للحفاظ على التنوع البيولوجي ومكافحة التغير المناخي، مما يمهد الطريق لمستقبل أكثر استدامة للأجيال القادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى