السيطرة القسرية”

الكاتبة / وداد بخيت الجهني
السيطرة القسرية هي شكل من أشكال العنف، ونوع من أنواع سوء المعاملة ويتضمن النمط المستمر، أو المتكرر للتحكم في سلوك شخص آخر؛ وهو سلوك قمعي قائم على حرمان الفرد من حقوقه، وحرياته، وإقامة نظام للسيطرة على حياته الشخصية،وذلك بإذائه، وتخويفه، وعزله، ممايؤدي إلى عواقب مدمرة على السلامة العاطفية،والعقلية للفرد، وسلامته الجسدية
وتعتبرالسيطرة القسرية قضية خطيرة لأنها تحرم الشخص من حريته، واستقلاله.

وتحدث السيطرة القسرية بطرق مختلفة منها :
١ – العزلة. إبعادك عن الأهل، والأصدقاء
٢ ـ الإذلال. التقليل من شأنك باستمرار وجعلك تشعر بالسوء اتجاه نفسك
٣ ـ التلاعب بالعقول. يجعلك تشك في أفكارك، وواقعك
٤ـ فقدان الثقة. الشعور بأنك لم تعرف نفسك، أو قيمتك
٥ ـ التشكيك في سلامة العقل. يجعلك تشك بذاكرتك، وإحساسك بالواقع
٦ ـ الرقابة المالية. عدم السماح لك بإدارة أموالك، أو اختيار مكان العمل

٧ـ  المراقبة المستمرة. التدقيق في كل القرارات، والتحركات مما يؤدي إلى تآكل الإحساس لديك بالإستقلالية ، أو الخصوصية .وتعتبر السيطرة القسرية شكلاً معقداً، ومدمراً يتطلب اهتماماً، ووعياً دقيقين لمعالجته بفعالية، وذلك لأن التحكم القسري؛ لاينطوي غالباً على عنف جسدي، كما أنه يلعب دائماً على حبل التشكيك بالنفس طوال الوقت، حيث يغرس سلاسل غير مرئية يصعب كسرها، علاوة على أنه ممكن أن يحدث حتى في حالة وجود الجاني بعيداً عن الشخص المؤثر فيه؛ فممكن أن يؤثر فيه من خلال الهاتف، أو حتى التواصل الأجتماعي ويظهر ذلك في شكل تهديد عنيف، فيغرس شعور بالخوف، والقلق الذي يتغلغل في جميع جوانب حياة الشخص.

وتُسبب السيطرة القسرية الضرر بعدة طرق منها
١ – الألم العاطفي، الشعور بالخوف، أو القلق، أو الأكتئاب
٢ – مشاكل الصحة العقلية، مشاكل طويلة الأمد مثل أضطراب مابعد الصدمة
٣- فقدان الاستقلالية، الشعور بالحصار، وعدم القدرة على أتخاذ القرارات
٤- العزلة الأجتماعية، فقدان الأتصال بالأصدقاء، والعائلة ممايُصعب عملية المساعدة،.
والسؤال الذي يطرح نفسه دائماً مالذي يدفع بعض الأشخاص للتحكم واستغلال الآخرين خاصة أنهم غالباً مقربين لهم؟

قد تكون صدمة أن تُدرك أنك تعيش في منطقة السيطرة القسرية مع شخص مهم في حياتك يتحكم بك، ويؤذيك ولايهتم بك كثيراً، ويقوض إيمانك بنفسك، فبمجرد أن ُتدرك أن حياتك تمربأكثر من رقعة خشنة فقد تكتسحك مشاعرمزعجة، ومخيفة؛ تجثم على روحك وتفرض وجودها حول البقاء، أو الرحيل؛ إذا شعرت بذلك فكل مايلزمك في البداية هي تأملك حالك، وحياتك، وجلسة صدق مع ذاتك تصل فيها إلى تحديد مايؤذيك، والأسباب، و الدوافع التي تُجبرك على تحمل ذلك، ولا تقسو على نفسك كثيراً، وفي حالة عدم قدرتك على الوقوف مجدداً فأنت بحاجة إلى مساعدة خارجية إرشادية وليست طبية بعقاقير وأدوية حتى لاتضل الطريق وأنت تحاول أن تتلمسه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى