الشيخ : الكشف المبكر مفتاح الحفاظ على سمع المسنين والوقاية من ” الصمم الشيخوخي”
غيدا موسى – جدة
أكد استشاري طب وجراحة الأنف والأذن والحنجرة ورائد عمليات زراعة قوقعة الأذن
الدكتور عبدالمنعم حسن الشيخ ، أن ضعف السمع لدى كبار السن، أو ما يعرف بـ “الصمم الشيخوخي”، يعد من أكثر المشكلات الصحية انتشارا في مرحلة التقدم بالعمر، إذ يحدث نتيجة تغيرات طبيعية تصيب خلايا السمع في الأذن الداخلية والأعصاب السمعية مع مرور الوقت ، مبينا أن هذه الحالة تبدأ تدريجيا بعد سن الخمسين، وتزداد وضوحا بعد السبعين، حيث يواجه المسن صعوبة في سماع الأصوات الخافتة أو فهم الكلام في الأماكن المزدحمة، ما قد يؤثر على تواصله الاجتماعي ونفسيته بشكل عام.
وبين د.الشيخ أن تراجع السمع لا يعني بالضرورة أنه أمر طبيعي يجب التعايش معه دون تدخل، فالكشف المبكر والعناية الدورية بالأذن يمكن أن يخففا كثيرًا من تطور الحالة أو مضاعفاتها ، فبعض الحالات تكون مرتبطة بعوامل أخرى مثل التعرض المستمر للضوضاء، أو تناول أدوية تؤثر في السمع، أو الإصابة بأمراض مزمنة كارتفاع الضغط والسكري، وهي عوامل يمكن التحكم فيها أو الحد من تأثيرها بالعلاج والمتابعة المنتظمة.
وأوضح أن مشاكل الأذن عند كبار السن لا تقتصر على ضعف السمع فقط، بل تشمل أيضًا طنين الأذن، والدوخة أو اختلال التوازن، والتهابات القناة السمعية الخارجية، وتراكم الشمع بشكل مفرط، مؤكدًا أهمية التعامل مع هذه الأعراض بجدية وعدم إهمالها، لأن بعضها قد يخفي وراءه مشكلات أكثر خطورة.
وشدد د.الشيخ على أن الحفاظ على صحة الأذن في مرحلة الشيخوخة يبدأ من أسلوب الحياة الصحي، فالابتعاد عن الضوضاء العالية، والالتزام بالمتابعة الطبية الدورية، وضبط الأمراض المزمنة، وتجنب تنظيف الأذن بطرق خاطئة أو باستخدام الأدوات الصلبة كلها إجراءات تساعد في الوقاية من تدهور السمع.
ووجه د.الشيخ في ختام تصريحه نصائح مهمة لكبار السن وأسرهم، داعيًا إلى توفير بيئة تواصل مريحة تراعي ضعف السمع، كالتحدث بوضوح وبصوت معتدل، والنظر إلى الشخص أثناء الحديث لمساعدته على قراءة الشفاه، مع تشجيعهم على استخدام المعينات السمعية الحديثة عند الحاجة دون خجل أو تردد ، وبجانب ذلك دعا الأسر إلى دعم كبارهم نفسيًا، لأن فقدان السمع قد يسبب العزلة والاكتئاب، فالرعاية المتكاملة – الجسدية والنفسية – هي السبيل للحفاظ على جودة حياة المسنين وكرامتهم.
