العقل أمانة.. فهل نؤدي حقه ؟

 

✍️ بقلم: إبراهيم النعمي

في عالمٍ تتسارع فيه الأحداث وتتزاحم فيه المؤثرات من كل حدب وصوب، يبقى العقل البشري هو البوصلة الحقيقية التي توجه الإنسان نحو الحق، وتجنّبه مهاوي الجهل والتيه.

 

العقل ليس مجرّد أداة للفهم فقط، بل هو القوة التي تميز بها الإنسان عن سائر المخلوقات، وبه يعرف خالقه، ويهتدي إلى الصراط المستقيم، ويزن الأمور بميزان الحكمة والبصيرة.

فالعقل، كما عرفه الفلاسفة والعلماء، هو مجموع القوى الإدراكية التي تشمل الوعي والتفكير، والحكم، واللغة، والذاكرة. إنه ليس مجرد عضو مادي كحال الدماغ، بل هو قدرة ذهنية وروحية تسمح للإنسان بفهم العالم من حوله، واتخاذ قراراته، وتشكيل قناعاته.

ولكن، ومع هذه العظمة، يظل العقل أمانة.. أمانة عظيمة بين أيدينا.

وما أثقل الأمانة إن لم تُؤدَّ حقها!

إن ترك العقل فارغًا، دون علم أو فكر، هو كترك الأرض دون زراعة؛ أرضٌ قاحلة لا تثمر، ولا تبهج، ولا تحتضن الحياة.

فالعقل إذا لم يُروَ بالمعرفة، ولم يُسقَ بالفضول، ولم يُنقَّ من شوائب الجهل، سكنته الأوهام، وسهل اختراقه بالجهل والتضليل.

علينا أن نزرع عقولنا بالعلم، ونغذّيها بالقراءة والتأمل، ونفتح لها نوافذ المعرفة من كل الجهات، حتى تصبح منارة تضيء دروب الحياة، وتحمينا من ظلمات الجهل والتطرف والانغلاق.

في زمن الانفتاح الكبير، حيث تتدفق المعلومات من كل وسيلة، يصبح من الواجب أن نبني عقولًا قادرة على التمييز لا مجرد التلقي.

عقولًا نقدية، واعية، قادرة على أن تزن الأمور بميزان المنطق، وتفكر قبل أن تحكم، وتتعلّم قبل أن تُعلّم.

فليكن عقل كل منا حصنًا لا يُخترق، وسفينة لا تغرق…

ولنجعل من العلم زينته، ومن الحكمة سمته، ومن التأمل مساره، حتى نكون بحق أوفياء لأمانة منحنا الله إياها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com