الغائبون الحاضرون

نعتاد على وجود أشخاص يشاركوننا تفاصيلنا اليومية حتى يصبح حضورهم جزءًا لا يتجزأ من المشهد العام. وعند غيابهم، يتبدل الإحساس وتظهر فراغات لم نكن نلتفت إليها من قبل.
ليس الغياب مجرد مسافة زمنية أو مكانية بل هو اختبار لصدى الأثر الذي خلّفه أولئك الذين كانوا معنا. الحديث يقل والمواقف المعتادة تفقد شيئًا من معناها فنستشعر التغيير في أبسط اللحظات.
نلحظ ذلك في الصمت الذي يحل مكان الحوار وفي المقاعد التي خلت فجأة وفي التفاصيل التي لا تكتمل كما كانت. نعود إلى الصور والرسائل والمواقف القديمة لنبحث عمّا تبقّى منهم في ذاكرتنا.
ورغم الغياب يستمر الامتنان. فكل من كان له أثر في أيامنا يستحق أن يُذكر وأن نحتفظ له بمكانة لا تزول. فالأثر الصادق لا يرتبط بالوجود الجسدي فقط بل بما غرسه من أثر في النفس.
معلا السلمي